عيد الأضحى قاسٍ على المصريين: مستويات قياسية للأسعار

15 يونيو 2024
سوق الأضاحي في القاهرة، 6 يونيو 2024 (أحمد حسبالله/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قبيل عيد الأضحى في مصر، شهدت أسعار لحوم الأضاحي ارتفاعاً ملحوظاً بسبب زيادة الطلب وشح العرض، مع ارتفاع تكلفة النقل والتطعيمات والأعلاف، ومخاطر نفوق الحيوانات بسبب الحرارة.
- الحكومة وشركات الجيش تقدم تخفيضات تصل إلى 30% لمواجهة غلاء اللحوم، لكن تظل هناك صعوبات في الحصول عليها خاصة في المحافظات البعيدة، مع استمرار الإقبال المرتفع في المناسبات.
- تحديات مثل عودة الدولار للارتفاع، قلة المعروض من الأضاحي، وزيادة الجمارك تؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم، مما يدفع المواطنين للتوجه نحو شراء اللحوم من منافذ الحكومة وزيادة الطلب على لحوم الدواجن.

قفزت أسعار لحوم الأضاحي في الساعات الأخيرة، قبيل أول أيام عيد الأضحى في مصر، مع ارتفاع نسبي في طلب المستهلكين، وشح العرض من الضأن والأبقار الحية، وندرة اللحوم الطازجة بمعارض البيع الحكومية في المحافظات.

زاد سعر كيلو الضأن القائم عشرة جنيهات، ليصعد إلى مستويات تزيد عن 220 جنيهاً (نحو خمسة دولارات أميركية) لنوع "البرقي" الأكثر طلباً من عشاق لحوم الأغنام والماعز التي تتغذى على العشب والنباتات الصحراوية. يصل سعر باقي الأصناف إلى نحو 210 جنيهات.

ارتفعت أسعار لحوم البقر والجاموس إلى ما بين 175 إلى 190 جنيهاً، قادمة من مستويات 160 إلى 175 جنيهاً التي سادت طوال الأسبوع الماضي. يشير تجار الأضاحي الحية إلى أن زيادة الأسعار مدفوعة بقلة المعروض من المزارع وصغار المربين بالمحافظات، بسبب انخفاض أعداد رؤوس المواشي الجاهزة للذبح وارتفاع تكلفة النقل والتطعيمات والأعلاف، مع وجود مخاطر نفوق بعض الحيوانات أثناء عمليات النقل بين المحافظات، مع الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة، التي تسود أجواء البلاد.

تقول السيدة راجية عبد الفضيل (موظفة) لـ"العربي الجديد" إنه لم يعد أمام أفراد الطبقة الوسطى إلا السعي لشراء ما يحتاجونه من لحوم عبر المعارض التي تقيمها شركات الجيش والحكومة في الميادين والجمعيات الاستهلاكية، أملاً في الحصول على لحم رخيص وطازج، يمكن الوثوق بجودته.

غلاء قبيل عيد الأضحى

تعرض الحكومة تخفيضات في سعر اللحوم الطازجة، بمنافذ توزيع السلع الغذائية التابعة لوزارات التموين والداخلية والجيش، بالتعاون مع الغرف التجارية، بنسبة تصل إلى نحو 30 في المائة، عن الأسعار السائدة في الأسواق. قفزت أسعار اللحوم المستوردة طازجة من السودان من 260 إلى 290 جنيهاً، تصل إلى 320 جنيهاً للقطع المميزة، بانخفاض يصل إلى 100 جنيه عن السوق الحرة، ويباع كيلو الضأن بنحو 400 جنيه، بينما يصل إلى 500 جنيه لدى الجزارين.

تبدي عبد الفضيل قلقها من اختفاء كميات اللحوم التي تطرحها الحكومة في المنافذ الرسمية، خاصة في المحافظات البعيدة عن العاصمة، والمدن الكبرى، مؤكدة ندرة امتداد هذه النوعية من الخدمات في المدن الصغيرة واختفاءها التام من القرى، التي تضم أكثر من 60 في المائة من تعداد السكان.

تذكر عبد الفضيل أنه رغم تراجع استهلاك المواطنين من اللحوم خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن رغبة الفقراء والطبقة المتوسطة في إدخال الفرحة على أولادهم بمناسبة عيد الأضحية تزيد من إصرارهم على شراء اللحوم، والقفز فوق الصعوبات المالية التي تواجههم. يوضح هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين أن عودة الدولار للارتفاع من جديد أمام الجنيه، وجّهت الأسواق لمزيد من الارتفاعات في تكلفة مستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى قلة المعروض من الأضاحي الحية، في ظاهرة ممتدة منذ عامين، بسبب تطورات الأزمة الاقتصادية وقلة الاستيراد لرؤوس الماشية وزيادة الجمارك على مستلزمات الإنتاج، وخروج نسبة عالية من المربين بالمحافظات من سلاسل الإنتاج والتوريد للأسواق، خاصة في ذروة الطلب في شهر رمضان وعيد الأضحى.

أشار عبد الباسط لـ"العربي الجديد" إلى ضعف هامش الربح الذي يحصل عليه المربون والجزارون، لرغبتهم في التخلص مما لديهم من ماشية حية، خوفاً من أن تؤدي زيادة الأسعار إلى ركود بالمبيعات، بما يرفع خسائرهم، في حالة بقاء الماشية بحوزتهم بعد انقضاء العيد، مشيراً إلى أن أغلب سكان المدن الكبرى يبحثون عن شراء اللحم الطازجة التي تطرحها منافذ الحكومة، لتناسبها مع دخلهم البسيط.

تسوق الحكومة بيع أضاحي العيد للأغنياء بنظام الصكوك، عبر المساجد التابعة لوزارة الأوقاف والجمعيات الأهلية المنضوية تحت لواء "التحالف الشعبي للجمعيات الأهلية". تؤكد مصادر بالتحالف تراجع إقبال الأفراد على شراء الصكوك، وتفضيل المواطنين التبرع بالسلع العينية لأبناء غزة، وخاصة الدقيق والمعكرونة والسلع الغذائية الجافة والمواد الطبية، والتي تنقل تحت إشراف الأجهزة الأمنية إلى العريش، وتسليمها إلى الهلال الأحمر المصري والفلسطيني.

يتوقع المصدر أن يؤدي التراجع في عدد المتبرعين بالأضاحي إلى انخفاض أعداد المستفيدين الفقراء من لحوم الأضاحي، مبيناً أن الحرب في غزة امتصت قدرات كبيرة من تبرعات الأغنياء والأفراد والمؤسسات الخيرية، بما يترك فقراء المصريين غير قادرين على شراء لحوم رخيصة من الحكومة أو المتبرعين.

يشير محمد الفيومي؛ أحد كبار الموزعين بالجيزة، غرب العاصمة، إلى أن ارتفاع الطلب على لحوم الدواجن من الأسر غير القادرة على شراء اللحوم، رفع من أسعارها في ظل قلّة المعروض من المزارع، وارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات يومياً، بما رفع تكلفة التشغيل والنقل ونفوق المنتجات. تسببت الزيادة في أسعار النقل وتكلفة التبريد، بمولدات الكهرباء الخاصة، في زيادة أسعار بيع أجزاء اللحوم البيضاء، وفقاً للفيومي.

ارتفع سعر بيع كيلو أوراك الدجاج من 150 إلى 175 جنيهاً، والكبد والقوانص من 130 إلى 150 جنيهاً، وصدور الدجاج من 260 إلى 300 جنيه.

المساهمون