استمع إلى الملخص
- ارتفاع أسعار الخراف بشكل كبير هذا الموسم، مما جعل العديد من المواطنين غير قادرين على شراء الأضاحي، وسط شكاوى من المغالاة في الأسعار وتأثير الحرب على قطاع الثروة الحيوانية.
- تأثرت الأسواق والمنتجين بالحرب المستمرة، مما أدى إلى تقطع المسارات التجارية وارتفاع تكلفة وصول الخراف إلى الأسواق، بالإضافة إلى تباين الأسعار بين التجار والمنتجين بسبب اختلاف التكاليف.
سبّبت الأوضاع الأمنية التي يعيشها السودان خروج أعداد هائلة من الأسر والتجار من "ماراثون" أضحية عيد الأضحى هذا الموسم، ولا سيما مع تراجع مستويات الشراء والبيع بسبب موجة النزوح وانعدام السيولة النقدية لدى المواطنين، وقلة الطرق الآمنة في الولايات المنتجة للأضاحي. وفي هذا الصدد، قال المواطن عبد المجيد علي لـ"العربي الجديد" إن الأسعار العالية للخراف في عيد الأضحى هذا العام لن تمكنه من أن يضحي، مشيراً إلى أن شراء الأضحية بحسب الاستطاعة، ولذلك سيكتفي بشراء كيلوغرام من اللحم في اليوم الأول للعيد إرضاءً لأطفاله الصغار.
وبيّنت المواطنة ريا عبد القيوم لـ"العربي الجديد" أن "الأسعار هذا الموسم فيها مغالاة وعدم مراعاة للأوضاع المعيشية والأمنية التي تمر بها البلاد والمواطنون"، فيما وصف عدد من تجار الخراف الأسعار هذا عيد الأضحى الحالي بالعالية، مقارنة بالمواسم السابقة، نظراً إلى ارتفاع تكلفة الأعلاف والرسوم المحلية في مناطق الإنتاج. وأشاروا إلى أنها تتباين بين 200 و350 ألف جنيه بحسب الحجم والنوع.
وقال التاجر محمد نور في سوق الدبة، أكبر سوق لمواشي الصادر والاستهلاك المحلي، لـ"العربي الجديد" إن "الحرب سبّب هذا الموسم فقدان المنتجين والأسواق الرئيسة للأضاحي لأكبر قوى شرائية كانت تتم من العاصمة الخرطوم سنوياً، مقارنة بالولايات الأخرى لأن فيها أكبر عدد من السكان الذين صاروا نازحين الآن ولا يستطيعون أداء الشعيرة هذا العام".
وشكا من ارتفاع تكلفة الإنتاج من أعلاف وأدوية ورسوم ونقل. وأشار التاجر في سوق الخوي للمواشي، الزين حمد السيد، إلى تباين أسعار الخراف خلال عيد الأضحى في الأسواق بين التجار من جهة والمنتجين من جهة أخرى كل بحسب تكلفته. وأوضح أن أصغر خروف لديه يزن 25 كيلوغراماً بمبلغ 200 ألف جنيه.
وقال رئيس شعبة مصدري الماشية واللحوم خالد المقبول لـ"العربي الجديد" إن "الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع أثرت سلباً في قطاع الثروة الحيوانية"، مضيفاً أن "من ضمن هذه التأثيرات تقطع المسارات والمراعي التقليدية المتعارف عليها والطرق التجارية للوصول إلى الأسواق الداخلية والعالمية، نتيجة الأوضاع الأمنية والاشتباكات في الطرق المؤدية من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك. ولفت إلى أن هذه الحرب لها نتائج سالبة، منها ارتفاع تكلفة وصول الخراف إلى الأسواق الداخلية المعتادة للاستهلاك المحلي ونوافذ التصدير، لأنها تسلك طرقاً غير مباشرة، بجانب ارتفاع تكلفة النقل.