المغرب: غلاء الأعلاف يرفع أسعار الأضاحي

لا يتردد مربو الأغنام في المغرب في التأكيد على أن أسعار الأضاحي ستكون مرتفعة، حيث يعزون ذلك إلى غلاء الأعلاف وتراجع العرض جراء الجفاف الذي تعرفه المملكة للعام الخامس.

اعتاد مربي الأغنام عبد العال أيت الطالب، على شراء الأغنام ثلاثة أشهر قبل عيد الأضحى وإعادة بيعها للأسر عندما تحل تلك المناسبة. فقد دأب على توفير الأعلاف المركبة للأغنام التي يشتريها من فلاحين صغار، والحرص على تسمينها ليرتفع وزرنها ويحقق هامش ربح يقدره بحوالي 20 في المائة.

غير أن أيت الطالب الذي يمارس ذلك النشاط بجهة مراكش، يؤكد لـ"العربي الجديد" أنه وجد صعوبة كبيرة في الحصول على أغنام لإعدادها للعيد. فقد تراجع العرض، على اعتبار أن العديد من الفلاحين الصغار تخلوا عن النعاج التي تتولى تعظيم العرض، بسبب الجفاف.

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

المغرب نحو مضاعفة تحلية مياه البحر لمواجة الجفاف والتغيرات المناخية

ويوضح مربي صنف الأغنام المعروف بـ"الدمان" بمنطقة ورزازات بجنوب المغرب، عبد الصادق كوض، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن قلة النعاج التي تساهم في تكاثر القطيع، مردها إلى كونها تحتاج إلى أن تتغذى من المراعي الطبيعية التي ترتهن للأمطار، غير أن قلة الأمطار في العام الحالي، حرمت النعاج من مجالها الحيوي، ما اضطر بعض المربين إلى بيعها. ويؤكد المربون أن غلاء الأعلاف في العام الحالي.

ويشير مربي صنف الصري من منطقة بني مسكين، ناصر التاغي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الكلأ الطبيعي غير متوفر في العام الحالي، حيث يضطر المربون إلى شراء كل الأعلاف ومكوناتها بثمن مرتفع، ضاربا مثلا بالفول الذي انتقل سعره من 60 سنتا إلى 1.2 دولار.
ويشدد على أنه في ظل الجفاف الذي يعرفه المغرب، تضاعفت تكاليف الإنتاج في العام الحالي، في بعض المناطق التي لم تشهد تساقطات مطرية أو جاءت متأخرة، مثل منطقة بني مسكين الذي تؤمن جزءا من مهما من طلب المغاربة على الأضاحي.
ويتوقع المربي أيت الطالب أن يفضي ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى رفع أسعار الأضاحي هذا العام، بحوالي 30 في المائة، حيث يوضح أن الأضحية التي كانت في حدود 400 دولار في العام الماضي، ستصل إلى 550 دولارا. وهو ذات الرأي الذي يعبر عنه عبد الصادق كوض، الذي يترقب أن يقفز سعر الأضحية الذي كان في حدود 250 دولارا إلى 350 دولارا.

يتوقع المربي أيت الطالب أن يفضي ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى رفع أسعار الأضاحي هذا العام، بحوالي 30 في المائة

ويترقب مربون ارتفاع أسعار الأضاحي، التي تبررها تكاليف الإنتاج في العام الحالي، رغم لجوء المغرب إلى اتخاذ قرار يقضي باستيراد 600 ألف رأس من الأغنام لتغطية الخصاص. ذلك هدف يمكن أن يصل إلى مليون رأس، حسب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.

ويعرف المغرب جفافا عنيفا، حسب وزير الفلاحة، الذي يؤكد على حدوث صدمات مناخية سريعة، حيث لا تسمح الأنظمة الحالية بالتنبؤ بها، مؤكدا أن الجفاف هذه السنة مختلف عما كان عليه منذ سنوات، حيث إن ذلك أدى إلى تقليص مساحة الأراضي التي تتيح الكلأ الطبيعي.

وتؤكد المندوبية السامية للتخطيط الحكومية، على تأثر جهد إعادة تكوين القطيع، بعد التراجع الملحوظ الذي سجله خلال الثلاث سنوات الماضية، بسبب التدهور الذي عرفته المراعي والنقص الشديد في هطول الأمطار خلال الخمسة أشهر الأولى من الموسم.