نفذ معظم القطاعات الاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني والمهنيين في الأردن إضرابا شاملا غير مسبوق في تاريخ البلاد تجاوبا مع الدعوات العالمية للإضراب الشامل نصرة لقطاع غزة ووقف حرب الإبادة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وقد أغلقت معظم المحال التجارية والمطاعم وأماكن الخدمات في العاصمة عمّان وكافة المدن والقرى الأردنية أبوابها أمس.
وبدت معظم الشوارع والمواقع التجارية خالية من المارة وحركة السير متواضعة، ورفعت المنشآت يافطات تندد بالعدوان وتفضح ممارسات الاحتلال وتنكيله بالشعب الفلسطيني في أبشع صور التحدي للقانون الإنساني والمواثيق الدولية.
وشمل الإضراب قطاع المدارس الخاصة، وأحجم كثير من المواطنين عن إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية رغم تأكيدات وزارة التربية والتعليم بأن اليوم دراسي ويتوجب على الأهالي عدم تعطيل أبنائهم. ووجه مواطنون انتقادات للمنشآت التي مارست أعمالها أمس إذ رأوا فيه أقل صور التضامن مع قطاع غزة والوقوف إلى جانبهم.
عضو غرفة تجارة عمّان ورئيس جمعية الصرافين السابق علاء ديرانية قال لـ"العربي الجديد" إن نسبة الاستجابة للإضراب كبيرة جدا في الأردن ووصلت في بعض المناطق إلى 80% وخاصة المحلات التجارية والمطاعم وغيرها.
وأضاف: شوارع تجارية بدت خالية من الحركة هذا اليوم (أمس الاثنين) استجابة للإضراب فيما استمرت بعض المنشآت الأساسية مثل الصيدليات والمطاعم في عملها، مشيرا إلى أن استجابة القطاعات التجارية كانت تلقائية من قبل التجار وليس توجيها من الغرف التجارية. وقال "نحن مع أي جهد يدعم الأشقاء ويساهم في وقف العدوان وتقديم المعونات الإغاثية الممكنة من خلال الحملات الأردنية التي تتواصل بهذا الشأن".
وذكر صناعيون أنهم توقفوا عن العمل استجابة لدعوات الإضراب رغم الكلف المالية التي تترتب عليها وذلك من باب نصرة غزة والتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة من قبل الاحتلال. مراقبون في الأردن يرون أن الإضراب هو أسلوب ضغط على الحكومات للإعلان عن مواقف داعمه لفلسطين ورفض الاحتلال والمطالبة بوقف الحرب الإجرامية.
الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين، قال إن الجماهير في الدول المشاركة في الإضراب تسعى لدفع حكوماتها لأن تتقدم أكثر في موقفها للتضامن مع غزة وأهلها وأخذ مواقف أكثر حسما.
ذكر صناعيون أنهم توقفوا عن العمل استجابة لدعوات الإضراب رغم الكلف المالية التي تترتب عليها وذلك من باب نصرة غزة
أما في الأردن فمواقفنا، كما يقول المبيضين، واضحة منذ بداية الأزمة سواء باتخاذ خطوات عملية مثل سحب السفير الأردني من تل ابيب وإبلاغ إسرائيل بعدم إعادة سفيرها إلى الأردن بالإضافة إلى عدم التوقيع على اتفاقية المياه مقابل الطاقة. واقترح الوزير مبادرة اعتماد يوما للعمل من الأردنيين كتبرع لصالح إسناد الحكومة في دعم أهالي قطاع غزة بالمساعدات بدلا من الدعوات للإضراب.
وتمحورت فكرة الإضراب حول الامتناع عن الذهاب إلى مراكز العمل والمدارس وعدم فتح المحال والمراكز التجارية وشل كافة مناحي الحياة. وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأردن أن أمس الاثنين، يوم إضراب عام وشامل. وقالت الوكالة أول من أمس، إنه بناء على قرار المؤتمر العام تقرر أن يكون يوم الاثنين 11/12/2023 يوم إضراب عام وشامل. وتم إغلاق جميع منشآت الأونروا في الأردن بما فيها المدارس التابعة لها وألزمت جميع الموظفين والطلبة البقاء في بيوتهم.