تستمر آلة القتل الإسرائيلية في توسيع حلقة مجازرها في غزة واستهدافها للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وفي المناطق المحتلة الأخرى، فيما بدأ اقتصادها يشعر بثقل الصواريخ التي تطاولها، خاصة في مركزها الاقتصادي في تل أبيب.
وقال اتحاد المصنعين الإسرائيليين الخميس، إن "الضرر على اقتصاد إسرائيل من إطلاق صواريخ من غزة لثلاثة أيام يصل إلى 540 مليون شيقل"، فيما بدأت شركات الطيران الدولية وقف رحلاتها إلى مطار بن غوريون تباعاً، في ضربة جديدة لتوقعات انتعاش القطاع السياحي مع بدء الموسم الصيفي.
وحوّلت سلطات الاحتلال، الخميس، الرحلات القادمة إلى "مطار بن غوريون الدولي"، قرب مدينة تل أبيب، وقالت صحيفة "معاريف" إنه تم نقل الرحلات القادمة إلى مطار "متسبيه رامون" بسبب الوضع الأمني، فيما لم يتضح على الفور السقف الزمني لهذا الإجراء.
ومساء الثلاثاء، تم تعليق حركة الملاحة في مطار بن غوريون، تحسبا لصواريخ تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة. وألغت الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) رحلاتها من تل أبيب وإليها الخميس قائلة في بيان إن "سلامة وأمن زملائنا وعملائنا أولوية، ونواصل مراقبة الموقف عن كثب".
وأكدت شركة "لوفتهانزا" الألمانية وقف الرحلات، متوقعة استئنافها ابتداء من 15 مايو/ أيار. فيما وقفت "أميركان إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" رحلاتها إلى بن غوريون. وفي السياق، نشرت هآرتس تقريراً لفتت فيه إلى أنه "بعد حرب لبنان الثانية، انتعش الاقتصاد الإسرائيلي بسرعة، ما دعم ثقة الأعمال والمستهلكين. ومع ذلك، مع مرور الوقت أصبح الأمر وهميًا".
ولفتت إلى أن "الهجمات الصاروخية المستمرة ستؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة وأضرار مادية. لكن الضرر الحقيقي، من منظور اقتصادي، هو تقليص، إن لم يكن إنهاء صورة إسرائيل كدولة منخفضة المخاطر يمكن ممارسة الأعمال فيها".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل معرض للخطر بشكل خاص، لأن قطاع الشركات الناشئة بأكمله يعتمد على الأسواق العالمية".
وأضافت: "كان الشيكل، الذي احتفظ بقوته طوال أزمة فيروس كورونا و4 انتخابات، يضعف بسبب التأثير المشترك للقتال والأزمة السياسية الإسرائيلية. عشرون سنة جيدة يمكن أن تقترب من نهايتها".
في السياق ذاته، نشر موقع "إسرائيل فايننشال إنسايد" عن مسح الأضرار التي لحقت بالممتلكات يظهر أن أكثر من 2000 مبنى وشقة ومركبة تضررت بالفعل، ومن المتوقع أن تصل تكلفة الضرر إلى أكثر من 100 مليون شيكل في الساعة. كما تضررت 150 شقة أخرى وأكثر من 100 سيارة، ولحقت أضرار بالغة بثلاث حافلات واحترقت اثنتان منها بالكامل.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك تقديرات أولية في وزارتي المالية والدفاع حول تكلفة النشاط العسكري، والتي وصلت بالفعل إلى مئات الملايين من الشواكل ومن المتوقع أن تتجاوز المليار شيكل. وتشير التقارير الأولية، وفق الموقع الإسرائيلي، إلى إغلاق نحو ربع المصانع في محيط قطاع غزة بشكل كامل والعمل جزئي في المصانع الأخرى، وتقدر الأضرار بملايين الشواكل كل يوم.