أزمة اليونان ومعضلة اليوان

14 اغسطس 2015
ركود الصين سينعكس سلباً على كل اقتصادات العالم (أرشيف/Getty)
+ الخط -

قبل أن يفيق العالم من أزمة مالية حادة باليونان لا تزال تلم به وتشكل قلقاً للأسواق الدولية، خاصة الأوروبية منها، دخل العالم مبكراً في أزمة اقتصادية ومالية أعنف قد تفوق في حدتها الأزمة التي كبّدت الاقتصادات الدولية خسائر فادحة في أغسطس/ آب 2008، بل وضربت الاقتصاد الأميركي في مقتل.

وقبل أن يودع العالم أزمة اليونان التي تكاد تعصف بمنطقة اليورو، وخاصة أن إفلاس الدولة الأوروبية المتعثرة مالياً قد يدخل العالم في أزمة أعنف قد تجر وراءها اقتصادات دول كبيرة مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، تلقت الأسواق خلال الأيام الماضية صدمة أعنف تتعلّق بتباطؤ الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتراجع معدل نموه وحدوث مشكلات كبيرة في قطاعاته الرئيسية أشبه بالفقاعات، ومنها قطاعات الصادرات والعقارات والبورصة والائتمان، وهو ما دفع البنك المركزي الصيني نحو اتخاذ عدة إجراءات لتفادى تفاقم الأزمة، منها خفض قيمة اليوان أمام الدولار، للتغلّب على مشكلة تراجع الصادرات، وضخ سيولة ضخمة في السوق لتهدئة فزع المستثمرين وأسواق الصرف والمال.

وإذا كانت أزمة أثينا الحالية ترتبط بشدة باقتصاديات دول منطقة اليورو والدائنين الأوروبيين، وفي مقدمتهم البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية، فإن أزمة الصين تتعلّق بالاقتصاد العالمي كله وفي مقدمته اقتصاد أوروبا وأميركا، والأسواق الناشئة، كما تتعلق كذلك بالطلب على المواد الخام بالعالم وبأسعار السلع والعملات والنفط والغاز والمعادن.

فالصين تمثل ثقلاً اقتصادياً لدول العالم، فهي أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، ولنا أن نتصور حال الاقتصاد الأميركي في حال انسحاب الاستثمارات الصينية منه، والصين تمتلك أكبر احتياطيات في العالم من النقد الأجنبي بقيمة 3.65 ترليونات دولار، وهي كذلك أكبر مستهلك للمواد الخام في العالم، خاصة النفط، وبالتالي فإن أي أزمة تمر بالاقتصاد الصيني ستنعكس سلباً على كل اقتصادات العالم، بما فيها الاقتصادات العربية خاصة دول الخليج، وأكبر دليل على ذلك حالة الذعر التي سيطرت على البورصات الدولية والخليجية يوم الأربعاء الماضي.

وفي الوقت الذي تكافح فيه الدول الأوروبية لحل أزمة مديونية اليونان ومنحها جرعة مالية جديدة عبر اقرار خطة الإنقاذ الثالثة البالغة كلفتها نحو 86 مليار يورو، فإن العالم قد يواجه مشكلة في التغلب على مشكلات اقتصاد بحجم الاقتصاد الصيني.

اقرأ أيضا: تسونامي الصين يهدد الاقتصاد العالمي
المساهمون