محمود علي السعيد.. وثائقي عن صاحب "الرصاصة"

10 اغسطس 2015
(عند مدخل حلب)
+ الخط -

"بضع قرنفلات فقط" فيلم تسجيلي عن الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد (1943)، ابن قرية ترشيحا المقيم في حلب. انتهى منه المخرج رامي السعيد مؤسس "بيت الذاكرة الفلسطينية" في سورية، منذ أيام، وكان قد بدأ تصويره في كانون الثاني/ يناير الماضي.

يسلّط سعيد الضوء على حياة الشاعر بصفته ممثلاً لجيل من الشعراء الفلسطينيين عاشوا في مدن لا مركزية، ورغم أن صعوبات النشر والظهور في هذه الظروف أكثر تعقيداً من غيرها، تمكنوا من تقديم تجاربهم المؤثرة في جيلهم.

السعيد عرف كشاعر وككاتب ما سمي بفن القصة القصيرة جداً، بل إنه يوصف كأول من كتبها في الأدب العربي، وكان ذلك في منتصف الستينيات حين نشر قصة بعنوان "الفدائي" في مجلة "الطليعة" سنة 1966. لكنه أصدر أول مجموعة من هذا النوع الأدبي في العام 1979 وكانت بعنوان "الرصاصة".

في ذلك الوقت، وضع السعيد على غلاف المجموعة جنسها الأدبي "قصة قصيرة جداً"، ثم أتبعها بسبع مجموعات أخرى من النوع نفسه من بينها "المدفأة" و"نصف البرتقالة" و"بطاقة رقم 5" و"إلى فراشة البحر". ومن بعده كتبها زكريا تامر ووليد إخلاصي، قبل أن تنتشر عربياً بخجل في وقت متأخر من أواخر الثمانينيات.

ينطلق الوثائقي (43 د)، الذي نفذته "وحدة سينما العودة"، من تجربة السعيد في القصة ومنها يعود إلى الشعر، ثم يوثّق لحياة الشاعر في المخيمات التي تنقل فيها، وكتب على جدرانها قصصه القصيرة جداً، ومن بينها مخيم "عائدون" في حلب.

ولكن السعيد عُرف شاعراً قبل أن يكتب القصة، "افتراضات مضيئة على خارطة الوطن" مجموعته الأولى التي صدرت في العام 1973 لم تكن بجرأة مجموعته القصصية الأولى في الشكل والموضوع، بل ماثلت كتابات أبناء جيله من الشعراء الفلسطينيين، بما هي شعر مكتوب للمقاومة بأكثر من معنى، مقاومة الاحتلال ومقاومة النسيان ومقاومة الاغتراب، ومحاولة الحفاظ على ذاكرة المكان وذكرياته.

أصدر السعيد تسع مجموعات شعرية من بينها "سلاماً أيتها الزرقة المسلحة بالبحر" (1982)، و"محمد أبو صلاح يطيّر عصافير المخيم" (1988) و"افتحوا شفة المسدس" (1991) و"الريح حريتي من يمنع المرور" (1993).

"بضع قرنفلات فقط" هو الفيلم السابع عشر للمخرج، الذي قدّم وثائقيات عن شخصيات ومدن فلسطينية، ومن ضمن أفلامه "الكاريكاتير القاتل" عن حياة ناجي العلي، و"أسطورة العشق الفلسطيني" عن الروائي الشهيد غسان كنفاني و"أنشودة قوس قزح" عن محمود درويش.

دلالات
المساهمون