نصٌّ واحدٌ بدون شوك

09 يونيو 2024
هاني زعرب/ فلسطين
+ الخط -
اظهر الملخص
- الشاعر يستكشف موضوعات العودة والذاكرة، حيث يتأمل في العودة إلى البيت ونسيان الصعوبات التي واجهتهم في الطريق، معبرًا عن الأمل والتجدد من خلال الأفعال اليومية كفتح النوافذ والتنهد.
- يتناول النصوص الشعور بالاغتراب داخل المنزل نفسه، وكيف يصبح الأهل والعادات جزءًا من الذاكرة والهوية، مشيرًا إلى التحولات العميقة في العلاقات والمكان بمرور الزمن.
- يعبر عن الكتابة كوسيلة لمواجهة تحديات الحياة والبحث عن معنى، مستخدمًا مجاز "معجون أسنان الحياة" للدلالة على ضرورة التطهير والتجديد المستمرين، وكذلك يصور القصائد كأداة للتعبير عن الألم والأمل.

نبيتُ في بيتنا

غداً نبيتُ في بيتنا
غداً نصفحُ عن الطريق الذي
كان صخراً على ظهورنا
غداً نبيت في بيتنا
ونمسح الشبابيك بالتنهُّدِ الحَسَنْ
بالغمزِ نفتحُ الصباح
بالهمسِ نُقفل المساء
غداً نبيتُ
في بيتنا وننسى
كيف كانت المسافات لغةً أجنبية
كيف مزّقت دفاترَ عيشِنا
ننسى كيفَ علّمتْنَا أن نتخيّلَ النجاةْ
ننسى أنّ ذلك الطريقَ هو الذي أودَى بِنا
إلى بيتنا


■ ■ ■


هدوء في البيوت

لا وقتَ للنظرِ في نافذَة
لا وقت للنافذةِ إذا كانَ السقفُ يُهدّدُني بالسقوط
الداخلُ يسمحُ لي بمعاينةِ الخارِج
الداخلُ يمنعُني عنه
النافذة خدعة أُخرى للحياة.


■ ■ ■


أحسب الأيّام بالقصائد

كلُّها قصيرة 
كلُّها تجعلُني من 
الموتِ أقرَب
كلُّها تسألُني
كلُّها تحدثُ مرّةً واحدة.


■ ■ ■


يخافون من أحلامهم

يخافون من أحلامهم
أولئك الذين لا يعرفون معنى أن تنامَ
وفي رأسك شجرتان...
بينهما حبلٌ
عليهِ أرجوحة
وتحتها فكرة
وفوقها ضوء.


■ ■ ■


أهلنا في البيت

لم يزالوا في بيتِنا الصغيرِ
أهلُنا ولم
نعدْ نحنُ فيهِ
صاروا شبابيكَ
وأبواباً وأكواباً
وصحوناً
وصرنا صُوراً على جدرانِهم
صاروا عاداتِنا في بيتِنا الجديد
وصرنا خيالَهم
صاروا قلقَنا من الموت
وصرنا قلقَهم من الموت
لم يزلوا في بيتِنا
ولم نزل في بيتِهم
أهلُنا وحدَهم
وكلُّ بيوت هذي المدينةِ دونَ أبنائها الصغار.


■ ■ ■


الكتابة من معجون أسنان الحياة

كلّ يوم
يخبرُني الطبيبُ بضرورةِ تفريشِ
أضراسِ الحياةِ الحادّة؛
تحتاجُ يومياً إلى التنظيف:
الدماءُ
تتخثّرُ بسرعةٍ تفوقُ سرعة الشروق والغروب
الأسنانُ لا يأكلُها الدود
لذلك أدفعُ النصوصَ التي تكشطُ الدماءَ
من علبةِ معجونِ الكلام
حتى آخر كلمةٍ لزجة
كلّ يوم.


■ ■ ■


أكتب القصائد كي

لعبةٌ بارعة!
إذا وقعتْ كلمةٌ في قصيدة
ولم يكنْ لها فائدَة
ستخرجُ منها بعدَ أن تغرسَ شوكةً في يدِ القارئ؛
لقد أصبحتْ يدي صبّارةً شهيّةً
أريدُ نصّاً واحداً بدون شوك.



بطاقة

شاعر وباحث سوري من مواليد دمشق عام 1992، حاصل على الماجستير في الأدب المقارن من "معهد الدوحة للدراسات العليا". صدرت له مجموعتان شعريتان: "إنتروبيّة شعرية" في كوالالمبور بماليزيا عام 2019، و"مدينة مدينة حفرة في رأس" (2024)، كما شارك في مجموعة قصصيّة بعنوان "The lockdown Chronicles" عام 2020.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون