أعلنت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية نهاية العام الماضي، عن خريطة موسمها المسرحي لعام 2023، الذي تُنظّم أعمال مهرجاناته الثلاثة: "المسرح العراقي"، و"مسرح الطفل"، و"بغداد المسرحي"؛ وعن المِنح المقدّمة في إطار دعم مشاريع طلبة المعاهد والكليات والخريجين عبر بوابة "منتدى المسرح التجريبي".
في "مسرح المنصور" ببغداد، تنطلق عند السادسة من مساء الخميس المُقبل فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان المسرح العراقي"، والتي تتواصل حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، تحت شعار "لأن المسرح يضيء الحياة" بمشاركة اثني عشر عرضاً.
لكن التظاهرة افتُتحت في العاصمة العراقية بعد أن أُعلن في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، عن انتهاء التَّحضير لانطلاقها في شباط/ فبراير 2023 في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، ليُعلن لاحقاً عن نقله إلى بغداد بعد أن اُختيرت الأعمال، وأُعلن عن الأسماء المُشاركة ووجِّهت الدعوات.
تأتي هذه الانتقالة بسبب أنَّ القائمين على المهرجان – كما تداول عدد من المسرحيِّين والنُّقاد – لم يحصلوا على الدَّعم الكافي من السلطات المحليَّة في الإقليم، ولقلّة التكاليف المُخصَّصة لهم من الحكومة المركزيّة في بغداد، مما جعلهم يَلجأون إلى مسارح العاصمة.
ويحتضن "مسرح آشور" البغدادي صباح الجمعة المؤتمر الفكري الذي يقام بالتوازي بعنوان "المسرح والأزمة" ويطرح ثلاثة محاور أساسية: خطاب اللغة وأزمة التواصل، والمسرح بين الصناعة والإنتاج، وأزمة الخطاب الأكاديمي؛ ويتحدّث خلاله عدد من الباحثين والفنانين، هم: أحمد حسن موسى، وسافرة ناجي، وجبار حسين صبري، وإياد السلامي، وخلود الشطري، وأحمد سالار.
كما تقام على هامش التظاهرة ثلاث جلسات صباح الأحد المقبل، لإشهار الإصدارات الجديدة التالية: "الثلاثية الشكسبيرية: نصوص مسرحية" لـ منير راضي، و"الأرنب الآلي ومسرحيات للطفولة" لـ جبار صبري العطية، و"مهرجان المسرح العراقي: مسيرة إبداع" لـ علي محمد الربيعي.
تتوزّع العروض على مسارح الرشيد والوطني والرافدين، حيث تُعرض مسرحية "الراديو" للمخرج محمد حسين حبيب (بابل)، والمقتبسة عن نص للكاتب النيجيري كين تسارو ويوا حول شخصيتين تعيشان حالة من القهر والاستلاب بفعل فساد السلطة واستبدادها.
أما مسرحية "ملف 12" من تأليف وإخراج مرتضى نومي (بغداد)، فتركّز على مهنة اللجوء والهجرة القسرية التي تعرّض إليها ملايين العراقيين في العقود الأخيرة، ويقدّم منتظر سعدون (الديوانية)، مسرحية "المخدّة" شخصية مواطن عراقي تحاصرها مجموعة كوابيس منذ طفولتها بسبب قيود ومعوقات معيشية واجتماعية وسياسية.
إلى جانب عرض مسرحيات "واقع خرافي" لـ جواد الساعدي (صلاح الدين)، و"الملك لير وساحرات ماكبث" لـ كامران رؤوف (السليمانية)، و"طقوس الحطب" لـ نشأت مبارك (الموصل)، و"حجي ليل" لـ فلاح حسن (النجف)، و"شماعية" لـ أحمد نجم (واسط)، و"في أعالي البحار" لـ شوان حمه سعيد (أربيل)، و"في انتظار كوازيمودو" لـ حسين نجم (المثنى)، و"ضيم" لـ زيدون داخل (ذي قار)، و"الكراسي" لـ نجاة نجم (كركوك).
يُذكر أنَّ المهرجان الذي انطلقت دورته الأولى عام 1993، كان قد توقَّف عام 2001 بسبب الأوضاع السياسيّة للبلاد، ليعاود انطلاقته هذه الأيام من جديد بعدَ انقطاعٍ دام لإثنين وعشرين عاماً.