خالد عزب.. قراءة خلدونية للعمران

طالما شغلت شخصيّة ابن خلدون دارسي التراث الإسلامي بمختلف حقولِه، لكنّ ارتباطه بعلم العُمران ظلّ ملازماً لكلّ بحث أو اشتغال معرفي حوله، وقد اجتمعت لديه من الأسباب ما مكّنه من النظر في سياسات الاجتماع الإنساني، وأُسس نشوء الدولة، والعصبية، وغيرها من المفاهيم التي لم تكن قد ترسّخت في الفترات السابقة لعصره.

عند السابعة من مساء اليوم، تنتظم في "مكتبة البلد" بالقاهرة، ندوةٌ يناقش فيها الباحث المصري خالد عزب (1966) كتابَه "العمران: فلسفة الحياة في العمارة الإسلامية" الصادر عن "الدار المصرية اللبنانية".

يحاجج الكتاب في أنّ "المقدّمة" - أشهر أعمال ابن خلدون - تضمّنت جوانب شتّى وجامعة لمفهوم "علم العمران" الذي يتوزّع على فلسفة التاريخ، وعلم الاجتماع، والاقتصاد السياسي، والأديان، وهذا ما يجعل مؤلّفها صاحب سبقٍ في تناول العلوم الإنسانية.

عُرِف عن ابن خلدون أنّه أقام ثنائية في درسه لطبائع المجتمعات ما بين البدو والحضَر، حيث رأى في الحدّ الأوّل من هذه الثنائية ما يُمثّل الحركة والتغيُّر الدائم، وفي الحدّ الثاني الاستقرار والثبات، وما ينتج عن هذا التقابُل من اختلاف في وسائل الكسب وأنماط العيش. لكنّ عزب في كتابه يُخالف تلك الرؤية، ويحاول أن يقدّم قراءة نقدية لها حيث تلعب الجغرافيا - برأيه - دوراً أكبر في ترسيم حدود حالة الارتحال، وتحويلها إلى ما يقارب الاستقرار.

ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول، حيث ينطلق المؤلّف من ماهية العمران، ثمّ يُفصّل الحديث عنه بالمعنى الفلسفي في الفصل الثاني، أمّا الفصل الثالث فيفردُه لأدوات العمران في الحضارة الإسلامية، في حين يتناول الفصل الرابع العمران من زاوية السياسة والفقه، ويُختتم العمل بفصلٍ أخير تطبيقي يُعالج تمثيلات العمران في جوانب مثل التجارة والصناعة وغيرها.

يُشار إلى أنّ خالد عزب باحث متخصّص في الآثار الإسلامية، وله أعمالٌ عدّة في هذا المجال؛ من بينها: "روائع الخطّ العربي بجامع البوصيري" (2005)، و"مع ابن خلدون.. في رحلته" (2011)، و"فقه العمران: الدولة والمجتمع والعمارة في حضارة المسلمين" (2012).

آداب وفنون

التحديثات الحية

مصر أيام المعتضد العباسي (1- 2): الفسطاط ومعالم الإسكندرية العمرانية