خلال العقدين الماضيين، ركّز الفنان الفوتوغرافي القطري خالد المسلماني على تصوير معالم معمارية تراثية وحديثة، خاصّةً في بلاده، وقدّم مئات الأعمال التي ضمّها معرضان أضاءا على مناطق سوق واقف والمساجد القديمة، وكذلك الامتداد العمراني الحديث في الدوحة.
في معرضه الجديد "إشراقات إيمانية من العهد العثماني"، الذي يُفتتح عند السادسة من مساء غدٍ الأربعاء في "مركز قطر للتصوير"، التابع لوزارة الثقافة، بـ"المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا)، ويضمّ خمسين صورة.
ويأتي المعرض محصلة زيارات قام بها المسلماني إلى خمس مدن تركية كبرى منذ عام 2016، هي: إسطنبول، وأنقرة، وبورصة، وقونيا، وأدرنة، وثّق خلالها العديد من الأماكن التاريخية في هذه المدن، ومنها عدد من الجوامع التي بُني أقدمها منذ نحو ستّة قرون.
ويقدّم الفنان صوراً ملّونة لجميع المعالم التي التقطها، خلافاً لتجارب سابقة غلب عليها الفوتوغراف الأبيض والأسود، ومنها صور لجامع السليمية في مدينة أدرنة الذي أُنشئ بأمر من السلطان سليم الثاني عام 1575م، ونفّذ بناءَه المعماري العثماني الأشهر سنان آغا (معمار سنان)، ويضمّ باحتين وحرماً، إضافة إلى مقبرة صغيرة خاصّة بعدد من علماء وموظّفي الدولة في ذلك الوقت. ويُقال إن سنان أراد وضع تصميم يتفوّق جمالاً على قبّة كنيسة آيا صوفيا.
كما يضمّ المعرض صوراً لجامع السلطان أحمد (الذي يُطلق عليه الجامع الأزرق) في مدينة إسطنبول، والذي بُني بين عامي 1018هـ - 1026هـ / 1609م - 1616م، بحسب أحد النقوش الموجودة على أحد أبوابه. وكان مهندسه المعماري صدفكار محمد آغا من أبرز المعماريين الأتراك في تلك الفترة، وللمسجد سورٌ مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدّي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة. ويتكوّن الصحن من فناء كبير، وتتوسّط الصحن ميضأةٌ سداسية محمولة على ستّة أعمدة، وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه التأثر بالفن الفارسي.
يُذكر أن خالد المسلماني ينشغل بتوثيق المعمار من منظور بحثي يهدف إلى تشكيل ذاكرة للمكان في مراحل مختلفة، ومن زوايا نظر متعدّدة، كما يمكن الوقوف على ذلك في كتابه المصوّر الذي صدر عن وزارة الثقافة القطرية بعنوان "لمسات معمارية".