فضوحاتُ اللسان في الليل، غير فضوحات اللسان في النهار
كذلك فضوحاتُ القدم واليد والعين والقلب.
ليس كلُّ فضوحٍ يوصلُ إلى شارعٍ أو سقيفة
ليس كلُّ فضوحٍ عتمة.
فضوحُ الوردة عطرُها
فضوحُ البريد ضحضاحٌ شاسعٌ
فضوحُ الظهيرة ظِلٌّ مكسور.
■
لِيَكُنْ عَلَمُكَ على جبل فلا تضلّ
ليكن عَلَمُك على شجرة فلا تكمدْ
ليكن عَلمك على منارة فلا ترقد على الرمل ميتاً
ليكن عَلَمُكَ كرسيّاً تتلو عليه تعاويذ الفراق.
■
هاتِ القوس مشدوداً
هاتِ الفرَس نافرةً،
هاتِ المرأة فرَحاً
هاتِ الجرح ناتئاً
هاتِ الليل كظيماً
هاتِ القلب على ظهر خنفساء.
■
لك أن تقطعَ الحنين قِطعاً قِطعاً
ولك أن تدسّه بين جنبيك فلا يراك أحدٌ إلّا قال هذا شاعر ضِلّيل
لك أن تقطع النهر قِطعاً قِطعاً
ولك أن تنثره على البرّيّة، فلا يراك أحدٌ إلّا قال هذا سقّاؤهم الذي جُنّ.
■
هل تَرى ذلك الحبل المعلّق في السماء؟
هل ترى ذلك النهر الجاري بين الحقول؟
هل ترى ذلك البيت على الجبل؟
هل ترى تلك الأترجّة على المائدة؟
لا تبرح مكانك وأنت بين ليلين
لا تبرح مكانك وأنت بين أمرين
لا تبرح مكانك وأنت لا أنت أنت.
سيأخذك الكلام إلى قومٍ يعصرون خمراً
انظرْ، كيف يُهمهمون في الأفجار
انظر، كيف إذا غربتْ شمسُهم، رفعوا أصواتهم بالغناء
لا تتوقّف على طريق قريتهم.
امضِ ولا تلتفت وراءك.
■
نحن قومٌ نلعن حيواتنا لشُحّ مائها، وشحوب ترابها، ويباس سمائها
نحن قومٌ نستلُّ اللحن من قلوب الأشجار ومن أخفاف الإبل
نحن قومٌ تحفظ قلوبُنا أنّات التلال والأجراف الشاهقة
نحن قومٌ أبصارُنا مشدودة بخيطٍ يتدلّى من سماء قريبة
نحن قومٌ نُسمّي أولادنا بأسماء طيورنا،
ونسمّي أحجارنا بأسماء أصنامنا.
■
أَحُزنٌ على لسانك أم فرحٌ؟
نبْرةٌ على راحلة، هكذا يتقطّع صوت الشاعر.
* شاعر من ليبيا