إيمان زغلول.. عن التجارة في مصر الرومانية

17 فبراير 2022
(معبد هاتور الروماني بالقرب من مدينة قنا بمصر)
+ الخط -

"التجارة في مصر في القرن الثاني الميلادي من خلال الوثائق البردية والعملة السكندرية" عنوان المحاضرة التي ألقتها الباحثة المصرية إيمان زغلول مساء أمس الأربعاء بتنظيم من "مكتبة الإسكندرية"، موضحة ملامح الحياة الاقتصادية في المدن المصرية خلال العهدين اليوناني والروماني.

وأشارت المحاضِرة إلى أن تطوّر الملاحة بدأ في القرن الأول الميلادي بحسب المصادر التاريخية المتوافرة التي تروي كيف تضاعف عدد السفن من عشرين سفينة إلى مائة وعشرين كانت تنطلق من موانئ البحر الأحمر متجهة إلى الشرق، كما زاد حجم هذه السفن وقدرتها على السير بسرعة قياسية، وارتفعت قيمة التبادلات التجارية بين الإمبراطورية الرومانية وبلاد العرب والهند، بحسب ما ذكر المؤرخ الروماني بليني الأكبر.

وتطرّقت زغلول إلى اكتشاف تأثير الرياح الموسمية ومساراتها خلال القرن الثاني، حيث استفاد منها البحارة اليونانيون أثناء مراقبة أحوال البحر، وبدلاً من أن تسير السفن بمحاذاة الموانئ كما كان سابقاً أصبحت تسير بدفع الرياح التي تهبّ بين شهريْ حزيران/ يونيو وتشرين الأول/ أكتوبر من كلّ عام، بسرعة أكبر وتمخر عباب المحيط، ما ساعد في تقوية الخطوط التجارية وحقّق أرباحاً طائلة على البطالمة ثم الرومان في مصر.

ساهم تطوّر الملاحة وعلم البحار في ازدهار اقتصادي خلال القرن الثاني الميلادي

واستعرضت أيضاً الدور المحوري والهام الذي لعبته مصر على الصعيد التجاري في تلك الحقبة، وكيف احتلت مركز الصدارة في مجال التجارة بفضل موقعها المتوسط الممتاز على طريق التجارة بين الشرق والغرب، مشيرة إلى أن تجارة مصر الخارجية قبل نحو 1800 سنة لم تقتصر على ما تنتجه مصر محليًا، إذ كانت البضائع تُجلب إلى مصر من جميع أرجاء العالم، ثم يعاد تصنيعها وتصديرها ثانية إلى الأسواق الخارجية.

كما بيّنت العديد من الجوانب المختلفة المتعلقة بالتجارة الداخلية والخارجية في مصر من خلال نماذج لبرديات قديمة ولمناظر مصوّرة على العملة، وغيرها من الأدلة الأثرية على التاريخ المزدهر لمصر ومدينة الإسكندرية بعد أن انتظم خط التجارة بينها وبين روما في عهد الإمبراطور أغسطس، ما انعكس على نظام النقد الذي شهد ظهور معاملات جديدة وإنشاء العديد من المصارف، وتشريع الضرائب على البضائع المختلفة من حبوب وعنب وفاكهة وزيوت وورق وأحجار كريمة ومعادن وملح وغيرها.

يُذكر أن المحاضرة تأتي في إطار فعاليات الموسم التاسع للبرنامج الثقافي لمشروع الإسكندرية بقطاع المكتبات؛ والذي يهدف إلى مساعدة الباحثين المتخصصين في دراسة مكتبة الإسكندرية القديمة وتاريخ وحضارة مدينة الإسكندرية القديمة منذ نشأتها وحتى الفتح العربي لمصر، وتتبع تأثيرها العلمي والفكري والحضاري عبر العصور وما يتصل بذلك من موضوعات تراثية وأثرية وتاريخية وغيرها.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون