إيلاريا غاسباري: دخول الفلسفة من باب العواطف

14 يوليو 2022
إيلاريا غاسباري في مانتوفا، إيطاليا، أيلول/ سبتمبر 2021 (Getty)
+ الخط -

ليست إدانة العواطف، أو الحذرُ منها على الأقل، بالأمر المستجدّ في تاريخ الفلسفة الغربية. فالعديد من الفلاسفة والمفكّرين الإغريق المبكّرين، مثل الرواقيين، والعديد من المفكّرين اللاتينيين، بنوا أطروحاتهم على ضرورة تعالي الإنسان على عواطفه ونوازعه اللحظية لو أراد أن يصل الحكمة.

وقد ظلّت هذه الأطروحات مخيّمة طويلاً على النظرة الفلسفية إلى العاطفة، التي توجّس منها الفلاسفة الحداثويون ومفكّرو الأنوار، حتى أن إيمانويل كانط كتب في أحد الأيام أن "العاطفة هي الإحساس بالرضا أو السخط في لحظةٍ ما تمتنع فيها قدرة الذات على التفكُّر"، رابطاً، بشكل غير مباشر، بين غياب الفكر وحضور العاطفة.

عن "منشورات فرنسا الجامعية" صدر حديثاً ترجمة كتاب "دليل فلسفيّ صغير موجّه إلى كبار العاطفيين"، للباحثة الإيطالية إيلاريا غاسباري، التي تنضمّ إلى سلسلة الباحثين المعاصرين الساعين إلى تغيير النظرة السلبية في الفكر إلى الأحاسيس اللحظية.

في 12 فصلاً وخاتمة، تُعالج غاسباري مختلف أنواع العواطف والمشاعر، من الندم والحسرة والقلق والتعاطف والكره والغضب إلى الحسد والغيرة، مروراً بالامتنان والسعادة والإعجاب وغيرها، مقترحةً على القارئ ما يشبه أطلساً فلسفياً للعواطف، التي تستعين أيضاً بأمثلة من الأدب لإيضاحها وتثبيت تعريفاتٍ لها.

غلاف

وبخلاف عنوان الكتاب، الذي قد يُشير إلى صيغة معجميّة ذات تعريفات جافّة، تتناول الكاتبة موضوعها بلغةٍ سردية بسيطة، تمزج فيها بين التجربة الشخصية وبين قراءاتها لعدد من المفكّرين والفلاسفة، مثل سبينوزا وهيوم وغيرهما، في مسعىً لتخليص الإحساسات الآنية من الأحكام الأخلاقية التي عانت منها لقرون، جاعلةً منها ضرورة حيوية واستجابة طبيعية من الإنسان لبيئته.

المساهمون