تُعرف مدينة مرّاكش المغربية بأسواقها الشعبية التي تضمّ ورشات يعمل فيها قرابة ثلاثة آلاف حرفي يمارسون حرفاً تقليدية متنوّعة. ومِن بين تلك الأسواق، التي تُشكّل قطباً سياحياً في المنطقة، سوق العطّارين، والقصّابين، والدبّاغين، والسمّارين.
تلك الأسواق موضوع كتاب للباحث إبراهيم صفاء الفيلالي، صدر حديثاً عن "مؤسّسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال" في مرّاكش بعنوان "الأسواق العتيقة بمرّاكش: الذاكرة والمستقبل".
يُضيء المؤلّف، في كتابه، على ذاكرة "المدينة الحمراء" من خلال أسواقها التقليدية التي يتوزّع فيها العديدُ من التجّار والحرفيّين الذين يُمارسون نشاطاتٍ مختلفة؛ مثل صناعة النسيج والأحذية والسلال والفخار.
يتوزّع الكتاب على أربعة فصول؛ هي: "مرّاكش معلمة حضارية تنتمي إلى التاريخ المغاربي" وفيه لمحةٌ تاريخية عن المدينة، و"أسواق مدينة مرّاكش" الذي يُسلّط الضوء على الأسواق العتيقة فيها، و"مرّاكش مدينة سياحية ذات إشعاع عالمي" ويتناول دور المدينة كقطب سياحي عالمي، و"أي مستقبل ينتظر مدينة مراكش؟" الذي يُحاول استشراف مستقبلها في ضوء المعطيات الاقتصادية والاجتماعية فيها. ويختتم الكتاب بملحق خاص بالشخصيات والأسواق الواردة فيه.
ويضيء الكتاب التحوُّل الذي شهدته المدينة منذ مطلع القرن العشرين؛ حيث باتت "ساحة الفنا" بمثابة قلبها النابض. ومِن هذه الساحة، يتوسّع أكثر للحديث عن أسواق مرّاكش القديمة التي تعرض سلعاً محلية، وتؤدّي بالإضافة إلى دورها التجاري، دوراً اجتماعياً؛ بوصفها فضاءً للتواصُل.
يصف الباحث فنيتير العملَ، في المقدّمة التي كتبها له، بأنه "محاولة لإعادة تركيب الماضي وصياغته من جديد"، مضيفاً أنّ الهمّ الأساسي الذي انطلق منه هو "إبراز خصوصية مدينة مرّاكش كمعلمة تاريخية بعمقها الحضاري والثقافي".
ويسرد فنيتير جملةً من العوامل التي يرى أنها أسهمت في تحويل المدينة إلى "سوق كبير" يستقطب ويستوعب كلّ الأنشطة الاقتصادية التي يشمل نفوذها كلّ الجنوب المغربي؛ من بينها: موقع المدينة الجغرافي، وطبيعة تركيبة سكّانها المرتبطة بمحيطها القبلي، ما أسهم في تحقيق التعايش بينهم.