يستند المخرج المسرحي التونسي محمد علي سعيد في عرضه الجديد "تطهير" إلى رواية الكاتبة البلجيكية إميلي نوتومب التي تحمل عنوان "مستحضرات تجميل الشر"، وتدور أحداثها داخل قاعة انتظار في أحد المطارات، حيث تلتقي الشخصيّتان الرئيسيّتان.
المسرحيّة التي تُعرض عند السابعة من مساء الأحد المقبل، ضمن فعاليّات الدورة الثامنة من "مهرجان قلعة المسرح"، تضيء حواراً بين رجل أعمال ناجح يقابل شخصاً تبدو عليه كلّ علامات الاضطراب النفسي والاختلال الشعوري ويحاول فرض نفسه على رجل الأعمال الذي يتظاهر بمطالعة الكتاب في حالة مصطنعة، لكنّه يفشل في الهروب من سطوة الرجل المُضطرب وينطلق الحوار بينهما حول قضايا شخصيّة وتأمّلات وجوديّة.
المهرجان ينطلق مساء غدٍ الجمعة في "دار الثقافة" بمدينة القلعة الكبرى (110 كلم جنوب تونس العاصمة) ويتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري، ويتضمّن عروضاً مسرحيّة وحكواتيّة إضافة إلى عروض الشارع.
من أبرز المسرحيّات المشاركة "كابوس آينشتاين" للمخرج أنور الشعافي التي تُعرَض الإثنين المُقبل، والتي تطرح تساؤلات حول مصير الإنسان ووجوده وسط سطوة التكنولوجيا على حياته بأسلوب ساخر، حيث يطوف الممثّلون في جولة داخل عقل الفيزيائي الألماني (1879 - 1955) وهو يخوض حلماً انقلب إلى كابوس، على أعتاب عقده السابع، ويأبى أن يستوعب أنّه بلغ من الكبر عتيّاً، حيث يتوه في حلمه ويسافر عبر الزمن، ويجد نفسه في عالم غير عالمه، عالم مسكون بالتناقضات.
ويشتمل يوم الافتتاح على عرض مسرحي بعنوان "هارب من الدولة الإسلامية"، وهو عمل مقتبس عن رواية "كنت في الرقة، هارب من الدولة الإسلامية" للكاتب الهادي يحمد، حوّله المخرج المسرحي وليد دغسني إلى مونودراما يقوم بأدائها الممثل منير العماري، بالإضافة إلى عرض مسرح الشارع الذي يقدّمه "نادي المسرح والكوريغرافيا" في المدينة.
يقدَّم في اليوم التالي عرضٌ بعنوان "حكايات سلاطين" يؤدّيه الحكواتي طارق الزرقاطي، كما يكرَّم المخرج محمد علي سعيد عن مجمل أعماله المسرحية، وتُختتم التظاهرة بعرض مسرحية "وينروز حامل الأمل" من إخراج البشير قرشان وإنتاج "جمعية رذاذ المتوسط".