خمسة أيام فقط هي مدّة "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" هذا العام، من 19 تشرين الأوّل/ أكتوبر إلى 23 منه، مدّةٌ قد تبدو قصيرة إلّا أنّ المنظّمين أرادوا من ورائها أن تُكثّف رسالة المعرض المعرفية، بعيداً عمّا بات يُصاحب معارض الكُتب من نشاطات فرعية تطول وتعرض، ليست على صلة مباشرة لا بسوق النشر أو هموم الناشرين، ولا بما يؤمّلُه جمهور القرّاء.
التظاهرة التي انطلقت أوّل أمس في المدينة الألمانية، تأتي بحضور أوسع من العامين السابقين، بسبب جائحة كورونا التي ألغت دورة عام 2020، وقيّدت الدورة التي تليها.
وفي حين خُصّص اليومان الأول والثاني من الحدث للمختصّين فقط، في خطوةٍ وُصفت بالتنظيمية، فإنّ عموم الجمهور سيجد الأبواب متاحة أمامه للتوافد على المعرض، من أجل شراء الكتب، ابتداء من اليوم الجمعة.
وحيثُ مكّنت الأنشطة الافتراضية للمعرض أن يتواصل في سنوات الجائحة، فزاره 70 ألف شخص مقابل 130 ألف زيارة افتراضية، إلّا أنّه من المتوقّع أن يصل عدد الناشرين المشاركين بشكلٍ فعلي لهذا العام إلى 4 آلاف ناشر يتوزّعون على قرابة 95 دولة، الأمر الذي يُعيد النظر إلى الفعالية وأهمّيتها كما كانت قبل انتشار كورونا.
الجدير بالذكر أنّ إسبانيا تحلّ ضيف شرف على هذه النسخة من المعرض، إذ تسجّلت فيه 320 جهة عرض إسبانية، ويعود هذا الاحتفاء الخاص بالإسبانية - بما فيها منطقتها اللغوية: الباسكية والكاتالونية والجاليكية - إلى نشاط حركة الترجمة من الإسبانية إلى الألمانية التي تجاوزت أربعمئة كتاب خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
كذلك يُسجّل الأدب الأوكراني حضوراً قويّاً في التظاهرة، بعد ثمانية شهور على بداية الاجتياح الروسي لبلادهم، وهذا ما عبرّ عنه تصريح لإدارة المعرض التي "تريد تقديم دعم مباشر للأوكرانيين اليوم في ظلّ تعرّضهم للهجوم الروسي".
وتُختتم فعاليات المعرض بعد غدٍ بمنح الكاتب والمترجم والموسيقي الأوكراني سيرغي جادان (47 عاماً) "جائزة السلام" لعام 2022، والمقدّمة من "اتحاد بُورصة تجارة الكتاب الألماني"، وذلك "لعمله الفني الممتاز، وكذلك لموقفه الإنساني الذي اتّخذه مع الناس في الحرب وساعدهم مُخاطراً بحياته". وصرّحت "وكالة الأنباء الألمانية" بأنّ جادان "يعدُّ واحداً من أهم الأصوات المعبِّرة عن الأدب الأوكراني المعاصر، وهو ما يزال يقيم في مدينة خاركيف".
كما تحضر أسماء أدبية عالمية في المعرض منها: صاحب "نوبل للآداب" لعام 2021 عبد الرزاق قرنح، والبريطاني الباكستاني محسن حميد، والقاصّة الأميركية دونا ليون، وآخرون.