إلى زمنِ غير بعيدِ، كانت مقدّمات المسلسلات أو الموسيقى التصويرية للأفلام، تعتبر من بين أنماط الموسيقى الثانوية، لكن ظهور أعمال مميّزة بدأ يغيّر من هذه القناعة بالتدريج حتى صار من تقاليد الأوركسترات الكبرى، التي تعزف عادة لبيتهوفن وتشايكوفسكي وموتسارت، أن تقدّم بعض الأعمال الموسيقية التي ظهرت في السينما.
لعلّ الموسيقى التي وضعها الملحن الإيطالي نينو روتا لفيلم "العرّاب" تمثّل النموذج الأبرز لهذا الانتقال، حيث تعدّ من أهم الأعمال الموسيقية التي ظهرت خلال القرن العشرين، متفوّقة حتى على معظم الإنتاج السيمفوني خلال القرن ذاته.
بدأ هذا التقليد يبرز في العالم العربي بالتدريج، وقد لعبت مقدمة مسلسل "رأفت الهجان" (عمّار الشريعي) نفس الدور الذي لعبته الموسيقى التصويرية لفيلم "العرّاب"، حيث وجد فيها الموسيقيون القماشة التي يحتاجونها للصياغة السيمفونية.
غداً، تقترح "الأوركسترا السيمفوني التونسي" حفلاً بعنوان "جينريك المسلسلات التونسية" في محاولة لتقديم مجموعة من الألحان التي قدّمتها الدراما التونسية ضمن الصياغة السيمفونية. يقام العرض بداية من الساعة العاشرة ليلاً في "قاعة الأوبرا" في تونس العاصمة.
لم يجر الإعلان عن قائمة الأعمال الموسيقية، التي ستقدّم فيما يرجّح أن تعود الأوركسترا إلى أكثر الأعمال الدرامية تأثيراً (خصوصاً في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي)، مثل "الخطّاب على الباب"، و"قمرة سيدي محروس".