تمر مئة عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية العام المقبل، وفي هذا السياق تسعى المؤسسات الثقافية الرسمية إلى تقديم مشاريع تهتم بالطابع التوثيقي والأرشيفي للمكان، فربما تكون العاصمة الأردنية من المدن التي لم يحالفها الحظ في توثيق أماكنها وتحولاتها المعمارية وأثر الهجرات عليها وتوسعاتها وأسماء أحيائها وتبدلاتها.
من هنا تُعد أمانة عمان، لـ "مشروع التوثيق لمدينة عمّان"، الذي بدأ من نواة مشروع أصغر، جرى فيه توثيق "حي المهاجرين" الذي تكون عام 1903، ويعدّ ثالث أقدم أحياء عمان بعد "محلة الشابسوغ" و"محلة القبرطاي"، وهذه الثلاثة أسسها المهاجرون الشراكسة أواسط القرن التاسع عشر، حيث يقع الحي إلى اليمين من سيل عمان في منطقة وسط البلد.
مشروع توثيق حي المهاجرين أقيم بدعم من معهد غوته الألماني والمعهد الفرنسي والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمكتبة الوطنية، ومن المفترض أن تقوم الأمانة بعمل مشروع مشابه لكافة أحياء المدينة.
مشاريع توثيق المدينة بمبادرات رسمية وغير رسمية باتت متعددة في السنوات القليلة الماضي
يتضمن المشروع جانباً شفوياً، تحت عنوان "توثيق القصص غير المحكية"، وفيه مقابلات مع المسنين لتوثيق رواياتهم الشخصية للأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشوها في المدينة.
ومشاريع توثيق المدينة باتت متعددة في السنوات القليلة الماضية، فقد تعاونت جامعة عمان العربية مؤخراً مع المعهد البريطاني للآثار في توثيق بيوت عمان التراثية، وفي هذا الإطار عقدت ورش عمل حول توثيق بيوت عمان التراثية، من خلال رسم المواقع التاريخية وتسجيل عدد من المباني التراثية في جبل عمان ومنطقة اللويبدة.
المشروع هو بداية لمسح شامل لمنازل عمان التراثية من خلال تقييم الوضع القائم، ودراسة آثاره وكيفية الحفاظ والترميم، ورسم الخرائط.
كذلك أطلق مركز عمان للدراسات الاستراتيجية موقعاً بعنوان "مشروع التوثيق العربي"، يرصد تاريخ مدينة عمان لجهة أهم الشخصيات التي مرت بها، والرحالة، والتاريخ السياسي، والمواقع الأثرية وغيرها.