في وقت ألغيت فيه العديد من التظاهرات الثقافية في المغرب بسبب تفشّي فيروس "كوفيد- 19" قبل نحو سبعة أشهر، تقرّر إقامة بعض المهرحانات افتراضياً وسط جدل حول نجاحها نتيجة غياب الجمهور الذي يشكّل عنصراً أساسياً، خاصة في العروض المسرحية والموسيقية.
في هذا السياق، انطلقت مساء أوّل أمس الثلاثاء في مدينة آسفي (230 كلم جنوب الرباط) فعاليات الدورة التاسعة عشر من "المهرجان الوطني لـ فن العيطة"، وتتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، بمشاركة فرق تمثّل التنوّع الجغرافي والفني مثل المرساوي، والحصباوي، والحوزي، والجبلي، والزعري، وغيرها، تحت شعار "من أجل دينامية جديدة".
وتشهد المدن المغربية منذ التسعينيات العديد من المهرجانات المتخصّصة بواحد من الفنون التي تعرّضت لتهميش لزمن طويل، ويستند أساساً إلى النداء الذي كان يجمع أهل القرى والجبال، في حوار شعري مبني على الارتجال والغناء الجماعي الذي يشترك فيه الرجال والنساء في حلقات رقص يبثّون من خلالها همومهم وحياتهم اليومية ضمن تعبيرات متنوّعة أساسها التحرّر بالجسد والكلمة واللحن.
تُعقد عند الثامنة من مساء غدٍ الندوة الأولى تحت عنوان "مهرجان العيطة.. محاورة الإيجابي ومناقشة السلبي"، كما تقام محاضرة الإثنين المقبل للباحث في التراث نسيم حداد الذي يستعرض بداية جمع قصائد تنتمي إلى تراث العيطة، وتوثيقها بطريقة علمية تراعي الوحدة النصية واللحنية منذ ستينيات القرن الماضي بعد أن ظلّت لسنوات طويلة حبيسة الذاكرة النسائية.
كما تنظّم ندوة ثانية بعنوان "العيطة والانفتاح على موسيقى العالم"، وماستر كلاس حول أنطولوجيا العيطة يقدّمه الفنان إبراهيم المزند مؤسس "مشروع العيطة لتجميع الموروث المغربي"، وماستر كلاس ثاني حول عولمة العيطة تديره المؤلّفة والفنانة سكينة فحصي التي تؤدي أغاني تمزج بين التراث المغربي والموسيقى المعاصرة.
يُذكر أن هذه الدورة تتضمّن بث وصلات لفرق شبابية شاركت في مسابقة العيطة التي نظمت خلال الفترة الممتدة بين الحادي والعشرين من تموز/ يوليو والخامس من أيلول/ سبتمبر الجاري.