مؤتمر المناخ في مصر: إنذار من قلب الحدث

13 نوفمبر 2022
+ الخط -

يُقصد بتغيّر المناخ حسب التعريف العالمي للأمم المتحدة، التحوّلات طويلة الأجل التي تسبّب تغييراً في درجات الحرارة وتعاقب الفصول. وتعتبر الأنشطة البشرية من أبرز مسبّبات تغيير المناخ، ولا سيما انبعاثات غازات الدفيئة، كثاني أكسيد الكربون والميثان، الناتجة من حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز والنفط.

وتشكل غازات الدفيئة غطاءً يلتف حول الكرة الأرضية، ما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة، وبالتالي تغيير المناخ. وتعتبر القارة الأفريقية من أكثر المناطق تضرّراً وتأثّراً بتغيّر المناخ: ظاهرة التصحر، فقدان التنوع البيولوجي، ارتفاع منسوب المياه، ما ساهم في الحثّ على وضع قضية تغيّر المناخ في أوج الجهود، وخاصة في مصر، لكونها تقع في قلب أكثر مناطق العالم تأثراً بتلك الكارثة البيئية (تغيّر المناخ)، ما ساهم في استقبالها الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 6 - 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أنّ قمّة المناخ المنعقدة في مصر، ستكون أهم قمة في التاريخ حول تغير المناخ، لكونها ستنقل العالم من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، والمبادرة في الإجراءات فوراً، لمواجهة الكارثة البيئية القادمة على العالم لا محالة، والمتمثلة بتغير المناخ.

يحضر مؤتمر المناخ حالياً، وفود من أكثر من 150 دولة، والعديد من قادة العالم، ولا سيما رؤساء الدول الكبرى، وحوالى 35 ألف مشارك ومهتم بالشؤون البيئية. وقد وضع أجندة للفعاليات التي ستنفذ يوماً بيوم، ولا سيما (يوم التمويل)، الذي يعدّ حجر الزاوية لتنفيذ الإجراءات المناخية، ووضع الأدوات المالية والسياسات التي لديها القدرة على تعزيز الوصول إلى الأهداف المطلوبة. بالإضافة إلى يوم التمويل، هناك يوم لـ"إزالة الكربون"، حيث يوفر فرصة لمناقشة أساليب إزالة الكربون، ويعرض التقنيات المتاحة والمنتظرة بهدف التشجيع، وتسهيل التحوّل النموذجي نحو اقتصاد منخفض الكربون. بالإضافة إلى هذه الأيام، هناك أيضاً أيام مخصّصة للتحدّث عن "التنوّع البيولوجي"، لتناول الآثار السلبية لتغيّر المناخ على هذا التنوع، ووسائل حشد الإجراءات العالمية لمواجهة التحديات لوقف هذه الظاهرة.

أيضاً وأيضاً، ثمة يوم مخصّص للطاقة، الذي بدوره سيتناول كل جوانب الطاقة وتغيّر المناخ، ويشمل ذلك الطاقة المتجددة وتحويل الطاقة، مع التركيز بشكل خاص على الانتقال العادل في قطاع الطاقة، والهيدروجين الأخضر كمصدر محتمل للطاقة في المستقبل.

لمؤتمر المناخ المنعقد حالياً في مصر دور مهم في حثّ المجتمع الدولي والقيادات على الوفاء بتعهداتها وتقديمها الميزانية اللازمة للمباشرة فوراً بإجراءات الحدّ من تلك الظاهرة الكارثية ووضع سبل للتأقلم بها بأقل الأضرار الممكنة، ولا سيما أنّ أبرز أهداف المؤتمر الانتقال من مرحلة الخطط إلى مرحلة التنفيذ. وتبرز أهمية هذا المؤتمر تحديداً، بموقعه الجغرافي، الذي يمثل قلب الدول المتضرّرة، وفي الوقت عينه، بأعداد الحاضرين على الأرض في مصر، الذين يشهدون الآثار السلبية بأعينهم، علهم يسارعون إلى المباشرة في تنفيذ الحلول، وينقذوا بذلك البيئة من كارثة قادمة لا محالة، في حال التهاون بالمشكلة!

سالي جابر
سالي جابر
باحثة وكاتبة بيئية، حاصلة على دكتورة في الكيمياء والبيئة من جامعة Clermont Ferrand في فرنسا. تعرّف نفسها بأنها "كائن حي غيور على بيئته، جنته وجنة أطفاله".