سياسة كل من الرئيس ترامب والولايات المتحدة الثابتة تجاه إيران أن تبقيها دولة متفوقة عسكريا على العرب، طالما أرادت أمرين، حياة رغيدة منعّمة بالسلام والإستقرار والتطور لدولة الكيان الصهيوني، ورغبتها بامتصاص مزيد من أموال الخليج ونفطه.
.. مشينا، نحن الثلاثة، وراء الأستاذ إسحق بخطى بطيئة من دون أن ننبس ببنت شفة، كنا نؤخر خطواتنا قليلاً عن خطوات الأستاذ كي لا يسمعنا ونحن نعاتب بعضنا بعضاً، ونتلاوم ونلقي بالمسؤولية أحدنا على الآخر، كنا نتحدث بصوت خافت.
نعلم أنه لا يمكن لعرب بهذه الحال من الهوان والذل أن يكون لهم مشروع، أو حتى التفكير بأي مشروع مهما كان هذا المشروع، هم فقط برعوا في تدشين مشروع التطبيع مع دولة الإحتلال اليهودي، ويتفاخرون بذلك مستفزين شعوبهم المقهورة.
عقلي ما زال يصنع لي تلك التفاصيل في الصباح والمساء، حين كنا نجلس على المائدة لتناول فطور الجمعة، وعندما أعود من العمل، ويوم نذهب إلى المطعم، ولحظة كنتَ تفتح لي باب المرآب وتلك الإبتسامة الرائعة التي كانت تزيد محياك روعة.
الفساد لا يعني فقط اختلاس وسرقة المال العام كما نعتقد، الفساد قد يتمثل بذاك المعوز جامع الخردة وسارق أغطية المناهل، وهذه الأم الجاهلة، وقد يكون موظف حكومي ملتزما في دوامه، ويصلي في أول الصف لكنه يتعامل بفظاظة مع المراجعين.
لم يشفع الشعب الأميركي للإمبراطورية الفيسبوكية، ولم يشفع لرئيسه المنتخب، بينما نشفع، نحن العرب، لزعمائنا كل شيء، لا نملك شيئا سوى أن نشفع ونركع ونرقص ونهلل ونعبد، على الرغم من الخزي والعار الذي ألحقوه فينا.
لماذا الشعوب العربية قاطبة، من دون باقي شعوب الأرض، تجدها وقد تميّزت في العيش ضمن عوالم من الفقر والتخلف وسوء التعليم وتردي الصحة والزراعة والصناعة والسياحة وانعدام البحث العلمي، أو عوالم من عدم الحرية وتكميم الأفواه؟
قريباً جداً يعود الربيع العربي بكل قوة هذه المرة، وسيتعلم الجيل الذي سيثور من أخطاء الأوائل. لكن سيكون هذا عندما يُدفن آخر إنسان عربي رديء، حتى ولو كان متعلماً أو مثقفاً فهو من عصر الرداءة وعصر الخنوع.
تدرك الأنظمة العربية اﻵن بأنّها أنظمة مدانة ومتّهمة، ستقف يوماً أمام المحاكم الدولية، ﻷنّها أنظمة تواطأت وتنازلت وتعاطفت وتعاونت وساعدت ودعمت كياناً عنصرياً مرفوضاً حسب القوانين والمواثيق الدولية.
يثير الاستغراب ظهور داعش في سيناء. ولكن، إذا عرفنا أن التنظيم ظهر مع استيلاء عبد الفتاح السيسي على السلطة في مصر، وأنّ شعار الأخير هو "الحرب على اﻹرهاب"، فقد نضع أيدينا على أسرار هذا التنظيم والهدف منه