لا يفوّت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فرصة إلا ويحدّث المصريين عن ضرورة تحمّل الجوع. ولهذا يتساءل المصريون: هل عليهم انتظار ما هو أشدّ من الجوع؟! ولماذا يجوعون لتظلّ مصر موجودة؟ وهل بقاء بلادهم مرتبط بالجوع، وستفنى إذا شبعوا أو تناولوا الطعام؟!
مشروع تنمية قناة السويس سوف يحقّق 100 مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل نحو 735 مليون جنيه سنوياً. وبحسبة بسيطة للمشروع الذي سيتكلّف 60 مليار جنيه، نفهم أنه سيغطي فقط تكاليفه بعد 81 عاماً.
يلجأ الفرد إلى الانتحار، إذا تساوت لديه الحياة مع الممات. فهل توجد في بلادنا حياة؟ يتساءل المصريون في حيرة! ليأتيهم صوت الجنرال يخترق آذانهم بقوله: مافيييييش، مافيييييش، ما عنديييييش.
حينما يصدق مصريون حفنة من الأكاذيب العجيبة، ويعيشون في مجموعة من الأوهام، ويساندون سلطةً فاسدة على تخريب الوطن ونهبه، لابد من أن يجتمع أطباء علم النفس على تقديم الدعم النفسي لهؤلاء، ومساعدتهم على تخطّي تلك الحالة، والخروج منها بسلام.
بالنظر إلى فيلم مصري قديم، عن حكاية كفر الدهاشنة، وظلم بعض الــ"بلطجية" لأهل هذه القرية، ولشيخ قريتهم العادل، تحضر إلى البال حكاية العديد من أوطاننا العربية، وليس مصر فقط، مع أن رائحة الانقلاب ما زالت تفوح منها.
انتحر المنطق على أرض مصر، ومات العقل كمدا وحسرة، بفعل الإعلام الانقلابي الذي يسعى إلى إيجاد واقع جديد كاذب، ليس من أهدافه تشكيل الوعي لدى المصريين، بل فقط قتله وسحقه.
يغرق الإعلام المصري، اليوم، في دوامة الترويج السياسي للانقلاب العسكري، بمواقفه السياسية، ومنها ما يؤيد إسرائيل، ويناصب العداء للفلسطينيين ولحركة حماس حد الكراهية، ما يجعل المواطن المصري، أو المستمع لهذا الإعلام، يخضع لدعاية صهيونية مجانية مكثفة.
يتعرض قطاع غزة لعدوان اسرائيلي شديد البطش، بينما يستمر اغلاق معبر رفح أمام الفلسطينيين من سكان القطاع، مع حالة عدم اهتمام رسمي مصري، ما يثير تساؤلات عديدة عن موقف قائد الانقلاب من القضية الفلسطينية ومن اسرائيل.