ضمن حراك افتراضي على الشبكات الاجتماعية، يستعير مثقّفون موريتانيون مصطلح "الانتفاضة" للفت انتباه المسؤولين إلى وضع المشهد الثقافي في البلاد. لم يلبث الحراك أن تحوّل إلى حركة احتجاجية تدعو إلى "إنقاذ الثقافة وإعطائها الأولوية، ووقف النزيف المتواصل للعمل الثقافي".
بينما تحوّل المتحف الوطني في نواكشوط إلى مجرّد مؤسّسة تُقيم بعض المعارض والأنشطة الثقافية والندوات، تتناثر القطع الأثرية النادرة في محلّات بيع التحف أو على بسطات يفترشها الباعة في المدن التاريخية الموريتانية، ويذهب بعضها إلى بيوت الأثرياء في أوروبا وأميركا.
لم يتأثّر المشهد الثقافي في موريتانيا كثيراً، خلال هذا العام، بارتباكات الساحة السياسية. لكن ذلك لا يعني أنه عرف طفرةً أو محطّات مفصلية، إذ اقتصر الأمر، أو كاد، على الأنشطة الثقافية التي اتّخذ معظمها طابعاً فولكلورياً.
العشرات من الفاعلين الثقافيين والموسيقيين والصحافيين وجدوا أنفسهم عالقين في مدينة وادان التي قصدوها، للمشاركة في "مهرجان المدن القديمة"، الذي كان يُفترض أن ينطلق اليوم. لم توضّح وزارة الثقافة أسباب التأجيل، لكن بعضهم ربطه بوفاة نجل الرئيس الموريتاني قبل أيام.
بعيداً عن ضجيج الشارع وأعين المارّة، كانت جدران "المركز الثقافي" في مدينة نواكشوط، تخفي صدى صرخات وأنفاس وحركات ستّة ممثّلين من "فرقة شروق المسرحية". مساء اليوم، تبدو مسرحية "الحب والماء والخرافة" جاهزةً لتقديم عرضها الأوّل، في "فضاء كامارا الثقافي".
بينما تستعد البلاد للاحتفال بمرور أكثر من نصف قرن على استقلالها، يظلّ للاستعمار تركة ثقيلة تعمّق الشرخ في الهوية الموريتانية المنقسمة بين لغتين. فمن إدارة إلى أخرى، ومن مدرسة إلى أخرى، تتغيّر لغة التعامل حسب إثنية المدير أو الأستاذ.
ضمن فعاليات الاحتفاء بذكرى الاستقلال الموريتاني، أقيمت في مدينة الشامي نسخة جديدة من "صالون محمدن ولد محمودن"، بعد اعتياد روّاده على إقامته في نواكشوط. انتقالٌ حمل دلالات سياسية، خصوصاً أن الصالون هذه المرة لم يشهد فعاليات ثقافية، مقابل حضور السياسي.
"العذوبة والحماس" هو عنوان معرضٍ تشكيلي تقيمه الفنانة البرتغالية إيزابيل فيادرو في العاصمة الموريتانية، منذ أول أمس وحتّى الـ 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. تتناول أعمال المعرض ثيمة واحدة؛ هي "الملحفة" الموريتانية؛ حيث تتتبّع ألوانها وحركاتها أثناء الرقص.
وسط حالة من شبه غياب وتعثّر للمبادرات المسرحية في موريتانيا، يواجه الشباب جملة من العثرات والمعيقات تقف وتعطل تطلعاتهم في العمل المسرحي، فرقة "شروق" التي أسستها مجموعة من الشباب تروم قطيعة مع الشكل المسرحي السائد وتتطلع إلى تجارب مختلفة.
بعرض "بائعة النعناع" الذي يُعدّ أوّل فيلم سينمائي طويل من إنتاج موريتاني محض، تنطلق فعاليات الدورة العاشرة من "مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير" في الـ 23 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتستمرّ حتى الـ 27 منه، بمشاركة خمسة بلدان عربية.