"العذوبة والحماس" هو عنوان معرضٍ تشكيلي تقيمه الفنانة البرتغالية إيزابيل فيادرو في العاصمة الموريتانية، منذ أول أمس وحتّى الـ 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
يتناول المعرض، الذي يحتضنه "المركز الثقافي الفرنسي" في نواكشوط، ثيمة واحدة؛ هي "الملحفة" (زي تقليدي موريتاني)؛ حيث تتتبّع الرسّامة ألوانها وحركاتها، أثناء رقص النساء وهنّ يرتدينها.
يضمّ المعرض عشرات من اللوحات التي استخدمت فيها فيادرو تقنيات مختلفة، بين أقلام الحبر والرصاص والألوان الزيتية، إضافة إلى عدد من اللوحات المركّبة والدفاتر التي ملأت صفحاتها برسومات الملاحف، أثناء حضورها أنشطةً ثقافية وفنية في البلاد.
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول فيادرو: "أردتُ من خلال الألوان، تتبّع حركة الملحفة أثناء انهماك مرتديتها في الرقص، خصوصاً من خلال تموّجات أطرافها التي تشبه حركة الفراشة في هدوئها وعذوبتها، وحركة الطيور في حماسها وانفعالها".
تضيف فيادرو، التي قضت 11 عاماً في موريتانيا، تعلّمت خلالها اللهجة الحسانية وقليلاً من العربية: "وجدتُ في حركات الملحفة جمالاً خاصاً، حين ترقص صاحبتها على وقع موسيقى تقليدية، مستمدّة قوّتها من الطبيعة".
اهتمام الرسّامة البرتغالية بكل ما يمتّ إلى الملحفة بصلة، دفعها إلى الاطلاع على الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها هذا الزي التقليدي، ومن بينها عملٌ فني للمغنية الموريتانية الراحلة ديمي بنت آبه، حيث أعادت تجسيد حركات راقصاته، وهن على كثيب رملي في ثلاث لوحات مركّبة.
اهتمّت فيادرو برسم صور المناظر الطبيعية والمناسبات الاجتماعية والثقافية المختلفة، والتي كان من بينها بعض جلسات فن المدح الشعبي في "مهرجان ليالي المدح" في نواكشوط خلال رمضان الماضي. إلا أنها تنبهت مؤخّراً، كما تقول، إلى "أهمية بعض التفاصيل الجميلة التي يعيشها أشخاص عاديون".
تفتح أعمال الفنانة البرتغالية على تساؤلات وزوايا نظر تنبّه إلى تفاصيل قد تكون خافية حتّى عن أعين الموريتانيين أنفسهم، رغم أنها تمثّل عنصراً مميزّاً في الهوية الموريتانية. لعلّ ذلك يستدعي الالتفات إليها ومتابعتها بأعمال فنية محلية.
اقرأ أيضاً: بحثاً عن خشبة في نواكشوط