بعرض أوّل فيلم سينمائي طويل من إنتاج موريتاني محض، تنطلق فعاليات الدورة العاشرة من "مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير" في الـ 23 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وتستمرّ حتى الـ 27 منه.
يتناول فيلم "بائعة النعناع" (2015)، الذي أخرجه السينمائي سالم دندو، برفقة طاقم فني موريتاني بالكامل، قصّة اجتماعية دارت أحداثها خلال التسعينيات، وبطلتها طفلةٌ تُعاني من صعوباتٍ في النطق والسمع، تتعلّم التصوير على يد فوتوغرافي يعمل في إحدى الصحف الورقية.
ورغم أن الفيلم روائيٌ طويل (70 دقيقة)، إلاّ أن عرضه ضمن مهرجان خاص بالفيلم القصير، يؤشّر على غياب مناسباتٍ سينمائية يُمكن أن توفّر عرضاً أوّل للعمل، خصوصاً في ظلّ انعدام قاعات عرض في البلاد.
وضعٌ جعل الجهة المنظّمة، وهي "دار السينمائيين الموريتانيين"، تلجأ إلى ساحة "فضاء التنوّع البيئي والثقافي" في العاصمة نواكشوط، حيثُ تُعرض الأفلام على شاشة إسمنتية نُصبت هناك.
لكن مدير المهرجان، محمد ولد إدوم، يلفت في حديث إلى "العربي الجديد" أن العادة جرت أن يكون الافتتاح بفيلم روائي طويل، مذكّراً بعرض فيلمي "تمبكتو" لعبد الرحمن سيساكو و"تينا فتلر" لمخرجه الألماني ريني سكوتلر، في افتتاح الدورة السابقة.
ينظّم المهرجان ثلاث مسابقات، هي "مسابقة أفلام الورشات" التي تشارك فيها أفلام المخرجين الهواة الذين تم تدريبهم ودعم إنتاجاتهم من قبل "دار السينمائيين"، و"المسابقة الوطنية" التي تتسابق على جوائزها أفلام موريتانية أنتجها مخرجون محترفون، و"المسابقة الدولية" المخصّصة للأفلام العربية والأجنبية.
تشارك في المسابقة الدولية خمسة بلدان عربية، هي مصر والمغرب وتونس والبحرين والسودان التي اختيرت كضيف شرف في الدورة الجديدة.
تشارك السودان بأربعة أفلام هي "ذهب ولم يعد" لـ محمد كردفاني و"الخطيئة" لـ سامي الهلابي و"صفحة قديمة" لـ سامي عبد الرحمن و"طريق المدرسة" لـ روزان هاشم، بينما تحضر المغرب بثلاثةٍ هي: "دوار السوليما" لـ أسماء المدير و"السفر في صندوق" لـ أمين صابر و"الراعية" لفاطمة آكلاز.
أمّا مصر، فتشارك بعملين هما: "بعد حين" لـ أحمد صيام و"ربيع شتوي" لـ محمد كامل. في حين اكتفت تونس والبحرين بعمل واحد لكلّ منهما؛ حيث تحضر الأولى بفيلم "فاطمة" لـ عامر كلوف والثانية بـ "زينب" لمحمد إبراهيم محمد.
وتُعرض الأفلام الموريتانية في "مسابقة الأفلام الوطنية" التي تضم قائمتها ستة أعمال، من بينها: "الإرهابي" لـ سيدي محمد ولد شيغر، والذي يتناول قضيّة التطرّف الديني و"عشتار وإيزيس" لـ مي مصطفى الذي يتطرّق إلى مسألة حرية المرأة، إلى جانب "الخادم" لـ المهدي ولد لمرابط، والذي يتحدّث عن قضية العبودية والرق في المجتمع الموريتاني.
اقرأ أيضاً: مبادرة "ألف كتاب": خطوة في طريق القراءة