وقفة مع أسماء عزايزة

30 نوفمبر 2017
(أسماء عزايزة، تصوير: ديرك سكيبا)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. هنا وقفة مع الشاعرة الفلسطينية أسماء عزايزة.


■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

- المحاولة الأبديّة العبثيّة لإحداث التوازن بين الكتابة والقراءة والتفكير الحر والسفر، وبين الحياة المدنيّة البيروقراطيّة والماديّة المدمّرة.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟
- صدرت لي المجموعة الشعريّة "كما ولدتني اللديّة" عن دار "الأهليّة". أكتب الآن ما سيكون ضمن المجموعة الثالثة، أو ما سيكون في سلّة مهملاتها. لا أعرف متى سأنتهي منها وما هو عنوانها، لكنّي على الأقل متأكّدة بأنّها مختلفة بما يرضي أحقادي المستمرّة نحو سابقتها.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- الرضا لحظيّ، عمره قصير، عن سطر أو صورة أو التقاطة وليس عن الإنتاج أو المشروع الشعريّ بعامّة، فاللاحق يقتل الفضول والتجريب والسعي الحثيث لمطاحنة الجمال والاعتراف بأنّ كلّ كتابة هي طلّة قصيرة على العتبة، وسرعان ما ستُغلق الأبواب بعدها في وجوهنا من جديد، حين سيظلّ العالم ينتج شعراً أخّاذاً، أو حين نعود لما أنتجه العظماء ونقول في سرّنا ما نقوله.


■ لو قيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- أختار الموسيقى. أشعر أنّ الموسيقى تنجّي أصحابها من الحزن، والشعر يُغرق أصحابه فيه. تعلّمت على آلة الهارمونيكا والقانون والغيتار، وفي كلّ مرّة كان يؤدّبني الشّعر في صفّه مثل أستاذ مقيت.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- نحن في زمن أصبح فيه الطامعون في التغيير واهمين. فقدت ذاك الانتظار أو الأمل في التغيير. أشعر أنّه فقدٌ حدسيّ وعاطفيّ لا سيطرة لي عليه، وليس قراراً عقلانيّاً.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- اليابانيّ يوكيو ميشيما، وقد أراني كيف يمكن لكلّ شيء أن يحدث/ يتفجّر حين يبدو أنّ لا شيء يحدث. إقدامه على الانتحار وعلى ممارسة القوّة (في السياسة) هو طبعٌ بشريٌّ لم يُخفه وراء شهرة أدبيّة أو جوائز برّاقة، وهو ما نخفيه نحن وراء كلّ شيء نخافه، ونصبح جبناء إن لمحناه.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- لا أعود إلى الكتب، بل أشعر بأنّها "بتلحقني بالعصاي" حتى يكفي ما يكفي هذا العمر القصير من اللحاق بها. لكن أعود إلى كتاب واحد وهو "ديوان المتنبّي"، وتحديداً إلى النسخة المهترئة التي رافقتني منذ كنت في العاشرة من عمري، ولم أكن وقتذاك أفقه شيئاً منها.


■ ماذا تقرأين الآن؟
- أقرأ مجموعة قصصيّة مذهلة لبيسوا وأنطولوجيا شعريّة من كتالونيا.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع إلى تجربة المغنيّة التركيّة Tuğçe Kurtiş، تقدّم فيها أغانيَ ذات إيقاعاتٍ إفريقيّة ولاتينيّة إلكترونيّة. أقترح أن تستمعوا إلى ألبوم "طرفة" للفنان البحرينيّ محمد حدّاد وهو مشروع تزامن مع إصدار ديوان للشاعر قاسم حدّاد بعنوان "طرفة بن الوردة"، وفيهما يعيدان تقديم سيرة مسموعة ومكتوبة للشاعر طرفة.



بطاقة: شاعرة فلسطينية تقيم في حيفا، درست الصحافة والأدب الإنكليزيّ وصدرت لها مجموعتان شعريّتان: "ليوا" (2011) و"كما ولدتني اللديّة" (2015). عملت عزايزة لسنوات في الصحافة المكتوبة ككاتبة ومحرّرة، وفي المرئية كمقدّمة برامج تلفزيونيّة. حالياً، تدير "فناء الشعر"، وهي مبادرة مستقلّة أطلقتها عام 2017 تصدر من خلالها أنطولوجيّات شعريّة لشعراء عرب وعالميين. كما تدير فتوش للكتب والفنون في حيفا.

دلالات
المساهمون