كشفت مصادر سياسية عراقية وأخرى يمنية، اليوم الجمعة، أن وفداً من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وصل مساء أمس الخميس، إلى بغداد، وعقد اجتماعات مختلفة مع قيادات وزعامات من مليشيا "الحشد الشعبي". في حين لم يكشف الطرفان، حتى الآن عن الزيارة وسببها.
ووفقاً لمصادر عراقية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن وفد الحوثيين المؤلف من 10 أشخاص وصل إلى بغداد، أمس، وعقد سلسلة اجتماعات مع قادة مليشيا "الحشد" بعضها تم داخل المنطقة الخضراء، كما جرى لقاء غير رسمي مع موظفين بالسفارة الإيرانية في بغداد يعتقد أنهم من الاطلاعات (جهاز المخابرات الإيراني).
من جانبه، أكّد مصدر مقرب من مليشيا "الحشد"، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، وصول "وفد من الحوثيين إلى بغداد آتياً من دولة عربية لم يسمها"، لافتاً إلى أن "الاجتماعات التي عقدت حتى الآن مع قيادات سياسية ومليشياوية هي بمعزل عن الحكومة".
كما ذكر الموقع الإلكتروني لمليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية، التي ترعاها إيران في بيان، أن "وفداً رسمياً للمجلس السياسي اليمني (أي وفد حوثي)، وصل إلى العراق، والتقى الزعيم قيس الخزعلي، وبحث معه مستجدات الوضع الأمني والسياسي الراهن في المنطقة، وآخر الأحداث التي طرأت على الساحة اليمنية"، مضيفاً أن الخزعلي أكّد "دعم وقوف الحوثيين بوجه العدوان السعودي الغاشم"، بحسب البيان.
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه الحوثيون عن تفاصيل حول الزيارة التي يقوم بها وفد من الجماعة إلى بغداد، أشارت مصادر قريبة منها إلى أن من بين المشاركين، القيادي محمد القبلي.
وسبق أن قام وفد الحوثيين المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، بزيارة إلى بغداد في أغسطس/آب الماضي، وعقد لقاءً مع وزير خارجية البلاد، إبراهيم الجعفري، ومسؤولين آخرين.
وتعد الزيارة الحوثية إلى بغداد هي الثالثة من نوعها في غضون أقل من شهرين عادة ما يتم الإعلان عنها بوقت متأخر من وصولهم، وتكتفي الحكومة والجهات التي تلتقي بتلك الوفود ببيانات رسمية مقتضبة لا تحوي على أي تفاصيل.
وعبّر المحلل السياسي العراقي حسان العيداني، لـ"العربي الجديد"، عن خشيته من تشكيل جبهات تضم مليشيات من دول أخرى، موضحاً أن الجبهة التي يجري التحضير لها بين مليشيات عراقية وإيرانية قد تكون مقدمة لتشكيل "جيش التحرير الشيعي"، الذي دعا إلى تأسيسه مسؤولون إيرانيون في وقت سابق.
وأوضح أن "بغداد بذلك تكون قد تحولت إلى محطة لقاء الإيرانيين بأذرعها المنتشرة في دول عربية أخرى لزعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول".
وكان القيادي في الحرس الثوري الإيراني، محمد علي فلكي، قد أعلن في وقت سابق، أن قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، بصدد تشكيل "جيش التحرير الشيعي"، مبيناً أن "هذا الجيش ليس للإيرانيين وحدهم، بل في جميع الدول التي تشهد قتالاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
وأشار إلى وجود مليشيات باكستانية، وعراقية، ولبنانية، تقاتل في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، بزي واحد، وعلم واحد، وتنظيم عسكري واحد.
وعلى الصعيد اليمني، أكّدت مصادر رسمية تابعة لجماعة "أنصار الله"، أن وفدها المفاوض قام بزيارة هي الأولى من نوعها، إلى العاصمة الصينية بكين.
وأوضح موقع قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، أن وفد الجماعة اختتم، أمس الخميس، زيارة إلى الصين استمرت ثلاثة أيام، "عقد خلالها مباحثات هامة مع عدد من المسؤولين الصينيين في العاصمة بكين تتصل بالتطورات الجارية على الساحة السياسية"، وكذلك ما يتعلق بما وصفته "العدوان السعودي الأميركي على اليمن".
وذكرت القناة أن الوفد وصل بكين بدعوة رسمية من الجانب الصيني والتقى مدير عام دائرة شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، دنغ لي، وتناولت المباحثات "عدداً من المواضيع والقضايا ذات العلاقة وما يمر به اليمن من ظروف صعبة خلال هذه المرحلة".
كما تطرق اللقاء إلى "كافة الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية في هذا الشأن وعلى رأس ذلك المسار التفاوضي والمستجدات والتطورات التي يمر بها أخيراً".
واعتبر وفد الحوثيين الذي يترأسه المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام، ويضم القياديين مهدي المشاط وحمزة الحوثي، أن "اللقاءات والمباحثات مع الجانب الصيني إيجابية ومثمرة".
وتعد الزيارة الحوثية إلى الصين هي الأولى من نوعها، من قبل وفد الجماعة المفاوض، والموجود منذ أسابيع في العاصمة العُمانية مسقط، والتقى منتصف الشهر الماضي وزير الخارجية الأميركي جون كيري.