هوليوود في الثلاثينيات: اكتشاف منجم الذهب

21 سبتمبر 2015
من فيلم Son of Frankenstein (Getty)
+ الخط -
يمكن اعتبار عقد الثلاثينيات هو بداية السينما كـ(صناعة) في أميرطا بالشكل الذي نعرفه اليوم، ومن ضمن السمات المميزة لذلك هو بداية "تصنيفات" الأفلام بشكلها الحديث، ليكون عصر ازدهار في"سينما الرعب". الأمر بدأ بشكل محدود في العشرينيات: تحاول أميركا مواكبة نجاحات التعبيرية الألمانية في أفلام الرعب لإنتاج أفلام عن وحوشها الخاصة، ولكن تلك الأفلام لم تقابل بنجاح، باستثناء فيلم The Phantom of the Opera للمخرج روبرت جوليان (1925).
مع بداية الثلاثينيات تغير كل شيء، استوردت السينما الأميركية من الأدب حكايات مرعبة عن مصاصي دماء أو وحوش يخلقها البشر.. أو شخصيات مزدوجة الوجه: Dracula للمخرج تود براونينج والمقتبسة عن رواية "برام ستوكر"، Frankenstein للمخرج "جيمس ويل" عن رواية "ماري تشيلي"، وDr. Jekyll and Mr. Hyde للمخرج روبين ماموليان عن رواية "روبرت لويس ستيفنسون".








وإلى جانب "الحكايات" و"الصورة" ومحاولة استغلال دخول الصوت للسينما، كان الأمر الأهم في الأفلام الثلاثة هو خلق ممثلين أيقونيين في أفلام الرعب ترتبط بهم الشخصيات، حصول فردريك مارش على جائزة الأوسكار عن "جيكل وهايد" كان مهماً، ولكن الأهم فعلاً كانت أيقونية وخلود الممثلين "بيلا لاغوسي" في دور "دراكولا" وبورييس كارلوف في دور "وحش فرانكشتاين".

لاحقاً، وفي بقية العقد، جرى اختبار الحكايات الأميركية الموروثة عن الرعب لأول مرة في السينما: الأشباح، والبيوت المهجورة، والمتاحف القديمة، والحيوانات التي تصير وحوشاً، والبشر الذين يعودون من الموت، في أفلام مثل The Mummy (1932) White Zombie (1932) Mystery of the Wax Museum (1933) The Black Cat (1934) The Walking Dead (1936). أو الاقتباس من الأدب مرة أخرى في تجارب عدة كان أهمها The Invisible Man عن رواية "إتش جي ويلز" الشهيرة.

بينما كانت الصفة الأبرز فوق كل هذا هو بداية فكرة الأجزاء الثانية لاستثمار شخصية أو حكاية نجحت مع الجمهور، فشاهدنا Bride of Frankenstein (1935) Dracula's Daughter (1936) Son of Frankenstein (1939) The Invisible Man Returns (1940) Frankenstein Meets the Wolf Man (1943).






وبفضل هذا التوجه التجاري العنيف اقترنت أفلام الرعب بتوصيف بشع وهي أنها "أفلام رخيصة" أو B-Movies، افتقدت التقنية الفنية التي بدأت بها، وصارت مجرد خلط لممثلين أو تيمات أو شخصيات يعرفها المشاهدون في أجزاء ثانية، حتى بدأ ذلك في التغير فقط مع أواخر الخمسينيات. وحين مر العالم بتجارب عنيفة مثل (الحرب العالمية، القنبلة النووية، هاجس هجوم العدو) جعلت للـ(رعب) معنى مختلفاً.


المساهمون