أفضل 10 أفلام رعب في الألفية الثالثة

21 سبتمبر 2015
من فيلم 28 Days Later (يوتيوب)
+ الخط -
في الـ15 عاماً الأخيرة قلت بوضوح (أفلام الرعب الجيدة)، حلت محلّها عشرات الأفلام التجارية كل عام، للدرجة التي تنبأ فيها بعض النقاد باندثار أفلام الرعب بشكلها الكلاسيكي خلال وقت قريب، واقتصار الباقي منها على "أفلام درجة ثانية".

ورغم تلك الرؤية المتشائمة، إلا أن الألفية الثالثة شهدت مع ذلك عددا من الأفلام التي تمثل إضافة وعلامة مهمة للـ(رعب السينمائي). تلك قائمة بأفضل تلك الأفلام:

(10) 28 Days Later – بريطانيا 2002
إخراج: داني بويل

بعد 4 أسابيع فقط من انتشار فيروس غامض.. تبدو بريطانيا كأنها منطقة مهجورة، بطل الفيلم يستيقظ من غيبوبة ليكتشف أن المدينة كلها صارت "زومبي"، ويحاول النجاة ضمن قلة. إعادة إحياء ممتازة لرعب "الموتى الأحياء"، واستخدام ممتاز للمساحات وخطر الشعور بنهاية العالم، الذي تعامل معه الفيلم بجدية وحوله إلى حقيقة مرئية.

(9) The Others – أميركا 2001
المخرج: أليخاندرو أمينيبار



أول أفلام المخرج أليخاندرو أمينيبار في هوليوود بعد نجاحه الكبير في إسبانيا، يقوم فيه بعمل إخراج ممتاز جداً، ويعيد للواجهة أفلام القصور القديمة، والرعب الحسي أكثر من المادي، معيداً للأذهان روائع كلاسيكية من قبيل The Haunting وThe Innocents.


(8)  The Host – كوريا الجنوبية 2006
إخراج: بونج جون هو



عند عرض الفيلم عام 2006 اعتبره الكثير من النقاد Jaws الألفية، في إشارة لفيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ "الفك المفترس" الذي يعتبر الرمز الأهم للرعب الآتي من البحر، يونج جون هو يكرر الأمر ذاته هنا، المواد الكيماوية التي يرميها البشر في المياة تؤدي لنشأة كائنات دموية عنيفة بشدة، وحين يحدث الهجوم فأي شخص معرض للقتل. فيلم ممتاز جداً يخلق الرعب بشكل ومنطق غير معتاد، وواحد من العلامات المهمة التي قدمتها السينما الكورية للعالم خلال سنين تألقها الأهم.


(7) The Descent – أميركا 2005
إخراج: نيل مارشال



اللحظة التي تخرج فيها "سارة" بطلة الفيلم من بركة الدماء الممتلئة في ذلك الكهف المهجور الذي ذهبت فيه مع أصدقائها قبل أن يعلقوا بداخله ويكتشفوا وجود "مسوخ" من أكلة لحوم البشر، تلك اللحظة غدت من كلاسيكيات سينما الرعب، ومن أهم لحظاتها.

يعجبني في هذا الفيلم أكثر من أي شيء قدرته على حصار المشاهد مع بطلاته الست داخل هذا الكهف طوال وقت المشاهدة، نشعر بخنقة الأماكن الضيقة، ومن الرعب المحدق بنا في كل لحظة، حتى قدرتنا على (الرؤية) تنحصر في الشعلات والمصابيح الكهربائية - في عمل بصري وتصويري رائع جداً من المخرج نيل مارشال - تماما كالبطلات، وحين نشعر مع تقدم العمل أن احتمالات النجاة مساوية لاحتمالات الموت.. ذلك يمنح الفيلم ثقلاً حقيقياً.

 

(6) Drag Me To Hell  - أميركا 2009

إخراج: سام ريمي

 

سام ريمي مخرج مميز جداً، بدأ مسيرته بسلسلة The Evil Dead التي صارت من كلاسيكيات سينما الرعب، انتقل بعدها لفيلم "ويسترن" تجاري مثل The Quick and the Dead، عمل جريمة رائع جداً كـA Simple Plan، حقق نجاحاً تاريخياً في ثلاثيةSpider-Man.. خصوصاً الجزأين الأولين اللذين جعل بهما أفلام الأبطال الخارقين تعود لواجهة شباك التذاكر، قبل أن يعود عام 2009 للرعب مرة أخرى، صانعاً Drag Me to Hell، وكأنه أخرجه في الثمانينيات!

سيدة عجوز تلقي بلعنة شيطانية على موظفة بنك شابة أهانتها في أحد أيام العمل، مما يحول حياتها لرعب لا يتوقف. مشهد السيارة في بداية الفيلم الذي تظهر فيه العجوز في المقعد الخلفي وهي تقول جملتها "لقد أهنتيني" هو واحد من أكثر اللحظات المرعبة في سينما الألفية، ملامح الممثلة لورنا ريفر، والمكياج المصنوع لها مع حركة الكاميرا والضوء القليل بين الرمادي والأسود وقدوم الشخصية نفسها من الظل إلى النور.. كل شيء جعلها لحظة للذكرى، وبالمثل لحظات أخرى كثيرة في الفيلم، مثل الحلم، أو العشاء، أو إخراج الجثة من تابوتها، كلها مشاهد صنعها "سام ريمي" بحس قديم وجاء ذلك في صالح الفيلم، كفيلم رعب منتم تماماً لصنفه.. بكل ما يحمله ذلك من كلاسيكية وجودة تنفيذ.

(5) The Devil's Backbone – المكسيك 2001
إخراج: جاليرمو ديل تورو



هناك شيء مميز جداً في هذا الفيلم، وهو أنه الوحيد ضمن أفلام القائمة الذي يمكن لحبكته أن تكتمل دون خط الرعب في الأحداث، قصة طفل يتيم أثناء الحرب الأهلية الإسبانية في منتصف الأربعينيات، ينضم لملجأ أنشأه بعض الثوار لأبناء قتلاهم، وفي ليلته الأولى في المكان يكتشف شبح طفل مرعب يخبره أن "سيموت الكثير منكم".

الرعب، والشبح، والبعد الما ورائي ليس فائضاً، مع أن الفيلم يمكن أن يكتمل بدونه، ولكنه جزء من "سينما جاليرمو ديل تورو"، التي وصلت لقمة نضجها لاحقاً في رائعته Pan’s Labyrinth عام 2006، الذي استخدم فيه نفس عناصر الحكاية والأجواء المستخدمة هنا، ليسائل المسافة بين الحياة والموت والأرواح العالقة ومعنى الخلود أو الفناء، وكلها أشياء لم تكن لتظهر دون "شبح ورعب وما وراء".

"ديل تورو" كذلك يقدم عملاً مدهشاً جداً على الصعيد البصري، يستخدم فيه الضوء والظل.. والعلاقة بين اللون الأزرق والذهبي بشكلٍ فني للغاية، لخدمة حكايته وصنع أثر لا يبارح المشاهد.


(4) Funny Games – أميركا 2007
إخراج: مايكل هانكه



لا يوجد هنا أشباح أو مسوخ أو شياطين، لا موتى أحياء ولا مصاصي دماء، لا شيء ما ورائي أو فوق الطبيعي، لا يوجد هنا سوى بشر.. ومع ذلك فـ"مايكل هانكه" يجعل نسخته المعادة –بنفس اللقطات- من فيلمه الذي حمل نفس الاسم في النمسا عام 1997 واحدا من أكثر أفلام الألفية رعباً.

شابان غريبا الأطوار يدخلان إلى بيت ويختطفان الأم والأب والابن، لا يريدان شيئاً إلا "اللعب" والتسلية، ويحولا حياتهم وحياتنا إلى جحيم لا ينقطع لمدة ساعة ونصف.

هذا ليس فيلم (إثارة) أو (جريمة)، هذا رعب مكتمل التعريف، فقط الشيطان هنا يرتدي جسداً آدمياً، ولكن كل شيء عن (الحصار) و(العنف) وعدمية الوحش الذي يقتلنا لمجرد القتل والتجربة المؤلمة التي نتعرض لها كمشاهدين أثناء مشاهدة الفيلم –بفضل مخرج كبير جداً مثل "هانكه"- كل ذلك يجعله (فيلم رعب) قبل أي شيء.


(3) Rec – إسبانيا 2007
إخراج: باكو بلازا وجيروم بالاجيورو



تجربة سينمائية عظيمة صنعت هنا.

فيلم مصور بكاميرا محمولة، عن مذيعة ومصور يصنعان برنامجاً للتلفزيون المحلي اسمه "بينما تكون نائماً"، وفي تلك الليلة يذهبون مع رجال الإطفاء إلى إحدى البنايات، هناك شرطة وإسعاف وأجواء غريبة، وسريعاً تتدهور الأمور حين تقوم سيدة عجوز بـ(عض) رقبة رجل الشرطة بشكل عنيف، في نفس الوقت الذي تقوم فيه السلطة بمحاصرة البناية ومنع أي شخص من الخروج منها، لتزداد الأمور سوءاً ورعباً في تلك الليلة، ونشارك في كل شيء من خلال الكاميرا التلفزيونية لبابلو المصور وأنجيلا المذيعة.

لا يحاول الفيلم ادعاء كونه تسجيليا –مثل Paranormal Activity الذي صدر في نفس العام- ولكنه مع ذلك يملك أثراً قوياً في جعلنا نشعر أن ما نشاهده حقيقيا فعلاً، عمل ممتاز على الحركة والأداءات ومشاهد اللقطة الواحدة، والأجواء الطبيعية التي تكون أكثر رعباً من المؤثرات البصرية، وبالرغم من سقوط الفيلم في بعض كليشيهات أفلام الرعب قرب نهايته.. إلا أنه يظل أفضل أفلام رعب الإيهام بالواقع على الإطلاق.


(2) The Conjuring – أميركا 2013
إخراج: جيمس وان



هذا الفيلم صنع بشكل كلاسيكي للغاية، وهذا بالتحديد مصدر قوته، يبدو وكأنه خارج من السبعينيات، لا يهرب من بعض الكليشيهات بقدر ما يعيدها بجودة فائقة، والنتيجة كانت رائعة.

قصة تقدم نفسها باعتبارها حقيقية، تجري في الستينيات –وهو سبب آخر لكلاسيكية الشكل والأسلوب- عن محققين في الظواهر فوق الطبيعية، وطاردي أرواح بشكلٍ أو بآخر، يذهبان إلى بيت ريفي تجري فيه أحداث غريبة، وتدعي صاحبته أنه مسكون بروح شريرة.

أكثر أفلام القائمة إثارة للفزع والصراخ، استخدام مثالي للقطعات والمؤثرات البصرية والمكياج لخلق (رعب على الطريقة القديمة)، جيمس وان مخرج متمرس جداً في الصنف وقدم عدداً من أهم أفلام الرعب خلال الألفية.. وبينهم جميعاً يبدو ذلك أفضل أفلامه،" كلاسيكية حديثة للصنف" كما وصفها أحد النقاد.



(1) Let the Right one In – السويد 2008
إخراج: توماس ألفريدسون



من بين كل الأفلام في تاريخ سينما الرعب.. يمتلك هذا الفيلم خصوصية تناول جزئية لم يتطرق لها أحد: الألم النفسي الناجم عن أن تكون (وحشاً).

قصة العلاقة بين الفتى "أوسكار" وجارته الفتاة "إيلي"، كلاهما في الثانية عشرة من العمر، يتقابلان في فناء منزلهما المتجاورين، الفتى المرتبك غير الاجتماعي يجد فيها صحبة مناسبة.. ويحبها، والفتاة التي تحمل سراً يجعلها بعيداً عن الجميع.. تقترب منه، ويواجها –بجسدي طفلين وعقلين ناضجين- كونها "طفلة غير عادية" تتغذى على الدماء البشرية.

هذا الفيلم يؤكد على أن (صنف الرعب) قادر –أو ما زال قادراً- على تقديم أفلام (فنية) وعظيمة، جوهر الفيلم هو عن (الاختلاف)، وصعوبة التعايش مع الآخر حين تكون مختلفاً إلى هذا الحد، يطرح الحكاية من منظور (الوَحش) وليس (الضحية) –كما تفعل كل أفلام الرعب-، ويتلمس على مدى أحداثه صعوبة تلك (الوحشية) على الشخص وعلى المحيطين به، كعلاقة "إبي" الفريدة جداً بأبيها.. وعلاقتها الأخرى بـ"أوسكار".. العلاقة التي تجعل هذا الفيلم يصنف كعمل رومانسي ويكون رائعاً في ذلك أيضاً.

توماس ألفريدسون قام بعمل إخراجي عظيم، لا ينشغل بجعل الأشياء (مرعبة) بقدر ما يحاول الاقتراب أكثر مما نراه مرعبا في العادة، "تون" هادئ جداً، يدعمه تصوير عظيم أيضاً –وليس أقل من ذلك-.. يكفي تناغمات الألوان التي تحدث مع تقدم الفيلم.. بدءاً من الخلفية البيضاء والرمادية للثلوج والبنايات.. قبل أن تزداد الألوان ببطء وتدريج كلما تقدمت علاقة "أوسكار" و"إيلي"، بالتزامن أيضاً مع تغير شخصياتهم.

عمل فني عظيم.. والفخر الحقيقي لسينما الرعب خلال الألفية.








المساهمون