عُرض أخيراً في أميركا فيلم الرسوم المتحركة "النبي" عن الكتاب الذي يحمل نفس الاسم لجبران خليل جبران. عمل أدت صوت الشخصية الرئيسية فيه الممثلة المكسيكية سلمى حايك، وساهمت في إنتاجه، فقيل بأنه "يعيدها إلى أصولها اللبنانية"، غير أنه مشروع لا يخلو من جوانب تدعو للقراءة النقدية.
الفيلم الذي يبدو شبيهاً بإنتاجات والت ديزني، يقدّم "النبي" من خلال حبكة مبسطة لفتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات تحاول إنقاذ شاعر من حكومة جزيرة خيالية.
سرعان ما حظي الفيلم بزخم إعلامي لافت، بل إن عدداً من المواقع تشير إلى أنه أيقظ جماهيرية كتاب "النبي" والذي يقدمه الفيلم كأحد "أحلى الحكايات على مر العصور"، كما نشاهد في الومضة الإعلانية أنه "باع 100 مليون نسخة" (لا يعرف أحد وفقاً لأية إحصائيات).
نُشر "النبي" أول مرة في أميركا عام 1923 ومنذ ذلك الوقت عرف مثل هذه الدفعات التسويقية، إذ كتب عنه في الصحافة الأميركية (وانتقل ذلك إلى الصحف العربية، اللبنانية بشكل خاص)، بأنه "الكتاب الثاني في عدد المبيعات بعد الإنجيل" وهو كلام دعائي قيل عن الكثير من الكتب.
وكانت حايك قد قالت في إحدى تصريحاتها، مؤخراً، أنها فخورة بعملها لأنه "يعرّف الجمهور على كاتب عربي حقق شهرة موسعة". في حين أن الأمر لا يزيد عن تكريس للمكرّس (ترجم "النبي" إلى قرابة 40 لغة)، فهل أن تعريف الجمهور العالمي بالأدب العربي يكون برواية مكتوبة أصلاً باللغة الإنجليزية. أم ترى يعبّر ذلك عن كسل هوليوودي نعرفه جيداً.
من بين الوسائل التسويقية الأخرى، نجد رسالة التسامح والقبول بالآخر التي تطفو من مئات الأعمال الهوليوودية حين تتناول الشرق، تلك الرسائل التي باتت مثل قالب جاهز، وربما يشتم فيه المشاهد المتمرّس أثر المغالطات. كل هذه "الحركات التسويقية" تنضاف إلى تسويق سلمى حايك في العالم العربي كلبنانية مخلصة لأصولها.