لا يكاد يمرّ أسبوع واحد في الهند من دون موجة تحريض على المسلمين في البلد، في ظلّ خطاب متشدّد يرعاه رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وجاء تفشي فيروس كورونا ليزيد من حدّة هذا التحريض والعنف الموجّه ضدّ المسلمين الهنود، إذ بدأ الترويج لروايات وإشاعات عن أن سبب تفشي الوباء هو المسلمين الذين أدخلوه إلى البلاد.
لم يكن نجوم بوليوود الذين يتمتعون بشعبية واسعة ومتابعة مئات الملايين، بمعزل عن هذا التحريض. في شهر إبريل/نيسان الماضي على سبيل المثال، نشرت رانغولي شاندل تغريدة طالبت فيها بقتل كل الملالي المسلمين ومعهم الإعلام الطائفي "ولا نهتم إن قالوا عنّا نازيين". تغريدة شاندل جاءت بعد انتشار أخبار، تبيّن لاحقاً أنها زائفة، عن أن عائلة أحد المسلمين المتوفين من فيروس كورونا، هاجمت الشرطة التي حضرت لأخذهم إلى العزل الصحي.
وبعد موجة انتقادات لشاندل وتعليق حسابها على "تويتر"، هبّت شقيقتها، الممثلة الهندية الشهيرة كانغانا رانو إلى الدفاع عنها وتأييد موقفها.
رانو نفسها، ومع انطلاق الاحتجاجات ضدّ العنصرية في الولايات المتحدة إثر جريمة قتل جورج فلويد، أطلّت على شاشة BBC لتنتقد العنصرية، وتوجّه سهامها إلى زملائها في بوليوود، لأنهم يتضامنون مع أصحاب البشرة السوداء في أميركا، بينما يقبضون الملايين للترويج لكريمات ومستحضرات مخصصة لتفتيح لون البشرة في الهند.
الممثل سوارا باسكير الذي يعتبر من أشهر الوجوه الفنية التي تنتقد رئيس الحكومة وتحريضه على المسلمين أكّد أنّ هناك "الكثير من النفاق في بوليوود" وفق ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية. لكن باسكير عاد وشرح أنه من الصعب جداً الوقوف في وجه التحريض على المسلمين وسياسات الحكومة، لأنّ ذلك سيعرض أي ممثل لحملة ممنهجة من الجيش الإلكتروني لناريندرا مودي، كما أنّه يمكن للحكومة أن تحجب ترخيص العرض عن أعمال هذا الفنان.
طبعاً الإسلاموفوبيا في بوليوود ترجع في جذورها إلى سنوات سابقة عدة، رغم أنّ أشهر وأكثر 3 نجوم تأثيراً في صناعة السينما الهندية مسلمين (عرفان خان، وشاروخان، وسلمان خان). لكن جرت العادة على تصوير الكثير من المسلمين كإرهابيين (خصوصاً الباكستانيين) وتصوير الدول ذات الغالبية المثلمة كدول قمعية ومتخلفة ومجرمة. نذكر على سبيل المثال أفلام "هندي" (2001)، و"16 ديسمبر" (2002)، و"البطل: قصة حب جاسوس" (2003)، و"مهمة في إسطنبول" (2008)...
كلّ ما سبق شكّل رافعة للخطاب الطائفي المحرّض على المسلمين. وهو الخطاب الذي يظهر حتى في أكثر الأحداث بعداً عن السياسة، مثل وفاة فيلة الأسبوع الماضي بعد تناولها فاكهة في داخلها ألعاب نارية. إذ اتّهم المسلمون بالتسبب بالجريمة، وسط سكوت تام من أشهر نجوم الفنّ الهندي.
اليوم، تعلو كل الأصوات الهندية جامعة رفضاً للعنصرية ضدّ السود. لكنّ إلى جانب انتقاد السكوت هن اضطهاد المسلمين في البلاد ظهر وجه آخر لهذا النفاق.
أكثر النجمات الهنديات شهرة، هي الممثلة وملكة جمال العالم السابقة بريانكا شوبرا التي تعيش حالياً في الولايات المتحدة، كتبت على حسابها على "إنستغرام": "أوقفوا هذه الحرب العرقية هنا في أميركا، وحول العالم". لكنّ رسالة شوبرا لم تلقَ صدى إيجابياً، إذ إنّها سبق أن قبضت مبلغاً كبيراً مقابلة تصوير إعلان لمستحضر لتبييض البشرة على اعتبار أن البشرة الفاتحة مرادف للجمال.
اقــرأ أيضاً
صناعة المستحضرات المبيّضة للوجه التي تقدّر قيمتها السوقية بعشرات مليارات الدولارات، تعتبر أحد أبرز مظاهر العنصرية المتجذرة في الثقافة الشعبية الهندية. إذ تعتمد هذه الشركات بشكل أساسي على نجوم بوليوود للترويج لها. هذا التعامل مع البشرة السوداء أو الأشد سمرة، على اعتباره أقل جمالاً من البشرة البيضاء، ينسحب إلى داخل هوليوود، حيث نادراً ما تحصل الممثلات صاحبات البشرة السوداء على أدوار البطولة. حتى أنّ مخرج فيلم "بالا" العام المضي، فضّل تلوين بشرة الممثلة بومي بيدنيكار لتلعب دور فتاة هندية تعاني من العنصرية بسبب لون بشرتها، بدل الاستعانة من الأساس بممثلة صاحبة بشرة سوداء.
وبعد موجة انتقادات لشاندل وتعليق حسابها على "تويتر"، هبّت شقيقتها، الممثلة الهندية الشهيرة كانغانا رانو إلى الدفاع عنها وتأييد موقفها.
رانو نفسها، ومع انطلاق الاحتجاجات ضدّ العنصرية في الولايات المتحدة إثر جريمة قتل جورج فلويد، أطلّت على شاشة BBC لتنتقد العنصرية، وتوجّه سهامها إلى زملائها في بوليوود، لأنهم يتضامنون مع أصحاب البشرة السوداء في أميركا، بينما يقبضون الملايين للترويج لكريمات ومستحضرات مخصصة لتفتيح لون البشرة في الهند.
الممثل سوارا باسكير الذي يعتبر من أشهر الوجوه الفنية التي تنتقد رئيس الحكومة وتحريضه على المسلمين أكّد أنّ هناك "الكثير من النفاق في بوليوود" وفق ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية. لكن باسكير عاد وشرح أنه من الصعب جداً الوقوف في وجه التحريض على المسلمين وسياسات الحكومة، لأنّ ذلك سيعرض أي ممثل لحملة ممنهجة من الجيش الإلكتروني لناريندرا مودي، كما أنّه يمكن للحكومة أن تحجب ترخيص العرض عن أعمال هذا الفنان.
طبعاً الإسلاموفوبيا في بوليوود ترجع في جذورها إلى سنوات سابقة عدة، رغم أنّ أشهر وأكثر 3 نجوم تأثيراً في صناعة السينما الهندية مسلمين (عرفان خان، وشاروخان، وسلمان خان). لكن جرت العادة على تصوير الكثير من المسلمين كإرهابيين (خصوصاً الباكستانيين) وتصوير الدول ذات الغالبية المثلمة كدول قمعية ومتخلفة ومجرمة. نذكر على سبيل المثال أفلام "هندي" (2001)، و"16 ديسمبر" (2002)، و"البطل: قصة حب جاسوس" (2003)، و"مهمة في إسطنبول" (2008)...
كلّ ما سبق شكّل رافعة للخطاب الطائفي المحرّض على المسلمين. وهو الخطاب الذي يظهر حتى في أكثر الأحداث بعداً عن السياسة، مثل وفاة فيلة الأسبوع الماضي بعد تناولها فاكهة في داخلها ألعاب نارية. إذ اتّهم المسلمون بالتسبب بالجريمة، وسط سكوت تام من أشهر نجوم الفنّ الهندي.
اليوم، تعلو كل الأصوات الهندية جامعة رفضاً للعنصرية ضدّ السود. لكنّ إلى جانب انتقاد السكوت هن اضطهاد المسلمين في البلاد ظهر وجه آخر لهذا النفاق.
أكثر النجمات الهنديات شهرة، هي الممثلة وملكة جمال العالم السابقة بريانكا شوبرا التي تعيش حالياً في الولايات المتحدة، كتبت على حسابها على "إنستغرام": "أوقفوا هذه الحرب العرقية هنا في أميركا، وحول العالم". لكنّ رسالة شوبرا لم تلقَ صدى إيجابياً، إذ إنّها سبق أن قبضت مبلغاً كبيراً مقابلة تصوير إعلان لمستحضر لتبييض البشرة على اعتبار أن البشرة الفاتحة مرادف للجمال.
صناعة المستحضرات المبيّضة للوجه التي تقدّر قيمتها السوقية بعشرات مليارات الدولارات، تعتبر أحد أبرز مظاهر العنصرية المتجذرة في الثقافة الشعبية الهندية. إذ تعتمد هذه الشركات بشكل أساسي على نجوم بوليوود للترويج لها. هذا التعامل مع البشرة السوداء أو الأشد سمرة، على اعتباره أقل جمالاً من البشرة البيضاء، ينسحب إلى داخل هوليوود، حيث نادراً ما تحصل الممثلات صاحبات البشرة السوداء على أدوار البطولة. حتى أنّ مخرج فيلم "بالا" العام المضي، فضّل تلوين بشرة الممثلة بومي بيدنيكار لتلعب دور فتاة هندية تعاني من العنصرية بسبب لون بشرتها، بدل الاستعانة من الأساس بممثلة صاحبة بشرة سوداء.