مصر: الذكرى الثالثة لـ"مذبحة ماسبيرو" تمر من دون قصاص

03 أكتوبر 2014
غالبية ضحايا مذبحة ماسبيرو من الأقباط (أرشيفية/خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" في مصر، أنه سيكتفي بوقفة لتأبين ذكرى "ماسبيرو" الثالثة، يوم الخميس المقبل في منطقة دوران شبرا شمالي القاهرة، من دون أي فاعليات أخرى، مشدداً على أنه غير مسموح رفع أي شعارات أو أعلام حزبية أو حركية خلال الوقفة.

ودعا الاتحاد في بيان أصدرته كافة الحركات والنشطاء الأقباط وكافة الحركات الثورية إلى تأبين شهداء ماسبيرو بالورود والشموع، وذلك في دوران شبرا. ووجه منسق "التيار العلماني القبطي" كمال زاخر، رسالة إلى الأقباط، طالبهم فيها بعدم تحويل "مذبحة ماسبيرو" إلى "حائط مبكى" يحجّون إليه كلما حانت الذكرى. 

وقال زاخر، في صفحته على موقع "فيسبوك"، يوم الخميس، "لا تحولوا مذبحة ماسبيرو إلى حائط مبكى، يحج إليه كلما حانت الذكرى تفرغون فيها طاقاتكم وتخرجون شحنة الحزن والغضب، ثم لا شيء، أو تحملونها رسائل تكتبها الصراعات السياسية أو يحجز فيها البعض مقاعد في الصفوف الثورية المتقدمة، أو يستخدمها البعض تغطية لمعركة الانتخابات البرلمانية، أو يراها كثيرون غسلاً لأيديهم من سلبية تغشاهم باقي العام".

وأضاف "الأمر يحتاج إلى اقتحام الشباب للأحزاب المدنية حتى تقوم من نعاسها أو غيبوبتها التي طالت، وإلى تحرك قانوني جاد لتحريك القضية قضائياً، والتحرك القوي للمطالبة بتفعيل العدالة الانتقالية التي لا تعني المصالحة، وإنما ملاحقة مجرمي الحرب أثناء الثورة، ومحاكمتهم محاكمة عادلة وشفافة". وأكد أن "أحداث ماسبيرو ليست قضية قبطية، بل هي قضية مصرية بامتياز". 

المذبحة

أحداث ماسبيرو، تعرف أيضاً باسم أحداث الأحد الدامي أو الأحد الأسود، إذ انطلقت تظاهرة قبل ثلاثة أعوام من منطقة شبرا شمالي القاهرة باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، رداً على قيام سكان من قرية المريناب في محافظة أسوان جنوبي مصر  بهدم كنيسة قالوا إنها غير مرخصة، واحتجاجاً على تصريحات لمحافظ أسوان اعتُبرت مسيئة بحق الأقباط. وتحولت التظاهرة في ذلك اليوم إلى مواجهات بين المحتجين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأفضت إلى مقتل ما بين 24 إلى 35 شخصاً أغلبهم من الأقباط، علماً أن من بين المشاركين في التظاهرة مسلمين.

وقد أعلن آلاف الأقباط اعتصامهم، مساء الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2011، أمام مبنى ماسبيرو احتجاجاً على أحداث الماريناب والمطالبة بتقديم الجناة للمحاسبة، ودعا القس فلوباتير، والراهب متياس، المتظاهرين إلى الاعتصام، فيما انسحبت حركة "اتحاد شباب ماسبيرو" وحركة "اقباط بلا قيود".

وقال المتحدث الرسمي لحركة "أقباط بلا قيود"، إنهم يرفضون وجود "الجلابية السوداء"، في إشارة إلى الكهنة. وفي مساء الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2011، قامت قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام الأقباط بالقوة عقب قيام قوات من الأمن المركزي بضرب المتظاهرين وتعقبهم حتى ميدان التحرير ثم انسحبت لتحل محلها قوات الشرطة العسكرية التي طالبت الأقباط بإنهاء اعتصامهم، وعندما رفض المعتصمون ما طلب منهم، فضت اعتصامهم بالقوة وقامت بإطلاق أعيرة نارية أصابت ستة معتصمين.

كذلك أظهرت لقطات مصورة على موقع "يوتيوب" قيام جنود من الشرطة العسكرية بالضرب المبرح لأحد المتظاهرين وهو الشاب رائف فهيم، الذي أعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" عن تنظيم احتفالية لتكريمه في مطرانية شبرا الخيمة، والتي دعا فيها عضو الاتحاد وكاهن كنيسة العذراء القس فلوباتير، جموع الأقباط لتكريم الشاب بالمشاركة في أكبر مسيرة للأقباط تشهدها مصر، على حد قوله، يوم الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول 2011، والذي عرف إعلامياً بيوم "الغضب القبطي"، عندما تظاهر آلاف الأقباط في مسيرات بست محافظات مصرية، أهمها تلك التي ذهبت إلى مبنى ماسبيرو.

روايتان

وثمة روايتان متناقضتان تماماً للأحداث؛ رواية الإعلام المصري الرسمي، والذي يتهم المتظاهرين بقتل رجال الأمن، إذ تركزت تغطيته للأحداث على أن الأقباط تعدّوا على قوات من الجيش ورجال الشرطة العسكرية بـ"السيوف والخناجر والأسلحة النارية"، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الجيش بطلقات نارية، وفق ما ذكرته صحيفة "اليوم السابع" المستقلة، نقلاً عن مصادر طبية.

أما الرواية الثانية، فينقلها المشاركون في التظاهرة، ومعهم وسائل إعلام مستقلة، إذ كشفت وكالة "رويترز"، أن المحتجين كانوا يسيرون سلمياً، وحين بدأت الوقفة أمام ماسبيرو قام الجيش بإطلاق النار في الهواء بقصد تفريق التظاهرة. وقالت الوكالة إن "مركبات الجيش دهست المحتجين"، وهو ما أكدته الصور التي بثتها القنوات الفضائية، ونقلت وسائل إعلام مستقلة أن غالبية الإصابات وقعت بسبب عمليات الدهس.