متمردو الطوارق: مقتل العشرات من الجنود ومقاتلي فاغنر في مالي

27 يوليو 2024
مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، كيدال 28 أغسطس 2022 (سليمان أج أنارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- متمردو الطوارق في شمال مالي يعلنون قتل وإصابة العشرات من الجنود ومقاتلي فاغنر الروسية خلال قتال استمر ليومين قرب الحدود الجزائرية، واستولوا على مركبات وأطاحوا بطائرة مروحية.
- الجيش المالي يعلن مقتل جنديين وإصابة 10 آخرين، وتحطم مروحية في كيدال خلال مهمة روتينية، ويؤكد سعيه لاستعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.
- مالي تواجه عدم استقرار سياسي واقتصادي منذ استقلالها عن فرنسا في 1960، مع فترات حكم ديكتاتوري وانقلابات عسكرية وثورات الطوارق والجماعات المتطرفة.

 قال متمردو الطوارق في شمال مالي، اليوم السبت، إنهم قتلوا وأصابوا العشرات من الجنود والمقاتلين التابعين لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، خلال قتال استمر ليومين بالقرب من الحدود الجزائرية، ويأتي ذلك بعد إعلان الجيش المالي عن فقده لجنديين وأن قواته قتلت نحو 20 متمرداً.

وقالت حركة "الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية" المتمردة، في بيان، إنها استولت على مركبات مدرعة وشاحنات وناقلات خلال القتال الذي دار في مدينة تين زاوتين الحدودية يومي الخميس والجمعة الماضيين. وقالت الجماعة المتمردة اليوم إنها نجحت في إسقاط طائرة مروحية في مدينة كيدال على بعد مئات الكيلومترات.

وقال الجيش المالي، في بيان، السبت، إن جنديين قُتلا وأصيب 10 آخرون، كما أضاف أن إحدى طائراته المروحية تحطمت في كيدال، أمس الجمعة، في أثناء مهمة روتينية لكن لم يسقط قتلى. وكان المجلس العسكري الذي يتولّى السلطة في مالي منذ 2020، أكد سعيه لاستعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.

والطوارق هم جماعة عرقية تسكن منطقة الصحراء الكبرى، ومنها أجزاء من شمال مالي. ويشعر العديد منهم بالتهميش من جانب الحكومة المالية. وأعلنت الجماعة الانفصالية تمرداً ضد حكومة المجلس العسكري في مالي في 2012، لكن جماعات إسلامية قادت هذا التمرد في ما بعد، وأبرمت الجماعة اتفاق سلام مع باماكو في 2015 لكن حركة الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية المتمردة انسحبت من المحادثات في نهاية 2022.

ومنذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، واجهت مالي، الواقعة في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، الكثير من الظروف التي حالت دون استقرارها سياسياً واقتصادياً. وشمل عدم الاستقرار فترة الحكم الديكتاتوري بدءاً من الرئيس موديبو كيتا (1960 – 1968) إلى موسى تراوري (1969 – 1991)، مروراً بمرحلة تأسيس الديمقراطية التي لم تطل كثيراً ثم الانقلابات العسكرية التي استمرت في الفترة الأولى إلى عام 2012، تلتها ثورة الطوارق المطالبين باستقلال الشمال، ثم دخول الجماعات المتطرفة (خصوصاً الموالية لتنظيم القاعدة) والتي استغلت الأوضاع في مالي وجمعت شتاتها بعد فشلها في دول المغرب العربي. وانتهى كل ذلك بفترة جديدة طبعها الانقلابان العسكريان الأخيران وطرد القوات الفرنسية والاستعانة بخدمات "فاغنر"، وهي مرحلة لا تزال مستمرة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)