مسيرات ومواجهات في القدس والضفة الغربية لكسر الإجراءات الإسرائيلية بـالمسجد الأقصى

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
19 يوليو 2017
9BABEA80-0F3D-4A36-A400-193E41F8B83C
+ الخط -
في الوقت الذي دعا فيه مفتي القدس الشيح محمد حسين، في مؤتمر صحافي المقدسيين للتوجه إلى المسجد الأقصى، يوم الجمعة، شهدت القدس، اليوم الأربعاء، حلقة جديدة من التحدّي والرفض الفلسطيني لإجراءات الاحتلال لتكريس واقع الإهانة للمصلين باشتراط دخولهم للمسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية.

وتزامناً، شهدت الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، خروج مسيرات، تخللتها مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد دعوة حركة "فتح" ليوم غضب شعبي "نصرة للقدس والأقصى"، في وقت دعت فيه حركة "حماس" لفعاليات ممائلة عقب صلاة الجمعة، بعد غد.

وشارك المئات من الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، في صلاة الظهر، خارج أسور البلدة القديمة عند باب الأسباط، فيما كانت قوت الاحتلال تحيط بهم، بعد منعهم من الدخول لأداء الصلاة أمام البوابات الإلكترونية.
وعمدت قوات الاحتلال إلى إقامة بوابات إلكترونية رفضها الفلسطينيون، الأحد الماضي، بعد يومين من إغلاق المسجد الأقصى بالكامل، إثر العملية التي وقعت داخل باحات المسجد، يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، ومقتل شرطيَّين إسرائيليين.

وشهدت القدس حالة توتر شديدة، مع استمرار استفزاز قوات الاحتلال للفلسطينيين، عند مختلف أبواب البلدة القديمة، ومنعهم من الدخول إلا من كان بيته يقوم داخل أسوار البلدة القديمة، لكن الفلسطينيين توافدوا إلى باب الأسباط، حيث تم رفع أذان الظهر، ثم أداء الصلاة في الشارع وعلى الأرصفة، وسط تجمهر كبير لوسائل الإعلام.

وقد سلط الاحتلال قواته على جموع المصلين بعد انتهاء الصلاة، وترديدهم لهتافات منددة بإجراءات الاحتلال، وتؤكد على حق المسلمين بالمسجد الأقصى.

وبرز بين جموع المصلين العشرات من النساء من فئات عمرية مختلفة، رغم محاولات الجنود استفزاز بعض الفتيات الشابات اللاتي دخلن من باب الأسباط، ومضايقتهن بطلب تفتيش حقائبهن اليدوية.

واعتدى جنود الاحتلال، اليوم الأربعاء، على المراسلين الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام الذين وصلوا إلى باب الأسباط.


وكان مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، قد أعلن في وقت سابق، في مؤتمر مع رجال دين، أنّه تقرر إغلاق كافة مساجد القدس بعد غد الجمعة، وتوحيد النفير والدعوة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

وأكد حسين أنّ "ما يجري في القدس رسالة أنّ المقدسيين لن يتخلوا عن المسجد الأقصى، والشعب الفلسطيني بكل مكوناته بمسلميه ومسيحيه شعب يحب الحياة والأمن والسلام لمدينة السلام التي غيّب الاحتلال السلام عنها".

وأضاف أنّ "ما يربط المسلمين والفلسطينيين مع المسجد الأقصى هي ثوابت عقائدية، فالدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى هي دعوى نبوية من الرسول محمد القائل (لا تشد رحال إلا لثلاثة مساجد)".

أما خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، الذي كان تعرض، أمس الثلاثاء، بعد صلاة العشاء، لاعتداء من قوات الاحتلال نقل على أثره للمستشفى، فقال إنّ "الجمع الكبير من المرابطين والمصلين على أبواب الأقصى المبارك كان غير متوقع، وهو ما أرهب الاحتلال الذي اختلق أسباباً ليقوم بالهجوم على المصلين والاعتداء عليهم بالأمس لتفريقهم".

وتطرّق صبري إلى عمليات عبث وتخريب قامت بها شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي اقتحمت الأقصى، مشيراً إلى أنّ دائرة الأوقاف تسعى لحصر كل العبث والخراب الذي جرى، ومراقبة ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى من اعتلاء الأسطح وتركيب مجسات وكاميرات وأجهزة مراقبة.

وفي باب الأسباط، قال الشيخ حسام أبو ليل، رئيس حزب "الوفاء والإصلاح"، من الداخل الفلسطيني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاحتلال يحاول من خلال إجراءاته تكريس الاحتلال وفرض سيطرته على المسجد الأقصى"، مضيفاً أنّ "الاحتلال يريد من وراء هذه البوابات تكريس معاناتنا، لكن هذه البوابات باطلة، لأن وجود الاحتلال الإسرائيلي نفسه باطل في القدس والمسجد الأقصى، فنحن لا نرضى بها، ولا نقر بإدارة الاحتلال للمسجد الأقصى، الذي هو حق للمسلمين فقط".

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات في محيط حاجز عطارة العسكري الإسرائيلي، المقام بين بلدتي عطارة وبيرزيت، شمال رام الله، بين طلبة من جامعة بيرزيت وجنود الاحتلال، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وذلك عقب مسيرة خرجت "نصرة للمسجد الأقصى" من الجامعة، بدعوى من مجلس الطلبة والكتل الطلابية في جامعة بيرزيت.

وإلى الشمال من الضفة الغربية، شارك عدد من النشطاء بوقفة مناصرة للمسجد الأقصى، في ميدان جمال عبد الناصر، وسط مدينة طولكرم، رفضاً لإجراءات الاحتلال في الأقصى، بينما نظمت حركة "فتح" في طوباس، شرق الضفة الغربية، وقفة احتجاجية، طالب المشاركون فيها بضرورة حماية المسجد الأقصى.

وقفة ومسيرة جابت شوارع رام الله (العربي الجديد) 


كما نظمت وقفة ومسيرة جابت شوارع رام الله، بدعوى من حركة "فتح"، التي دعت ليوم غضب شعبي، اليوم الأربعاء، شارك فيها المئات من الفلسطينيين بينهم شخصيات ومسؤولون ووزراء في الحكومة الفلسطينية.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح"، وهتفوا بهتافات مناصرة للمسجد الأقصى.

وحذر مفوض التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" جمال محيسن، خلال المسيرة، من خطوات تصعيدية رفضاً للإجراءات الإسرائيلية في الأقصى، كاشفاً عن وجود تعليمات للذهاب إلى المسجد والبوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال، الأحد الماضي، من أجل تكسيرها وإزالتها.

دعت "قتح" ليوم غضب شعبي نصر للأقصى (العربي الجديد) 

وأشار إلى الدعوة لإقامة الصلاة، بعد غد الجمعة، خارج المساجد الفلسطينية، قائلاً: "سنعود للصلاة بالمساجد عندما نتمكن من الصلاة بالأقصى".

ولفت القيادي الفتحاوي إلى أنّ ما يجري في الأقصى "هو عدوان إسرائيلي مبيت من أجل إتمام التقسيم الزماني والمكاني للأقصى"، مشيراً إلى كذب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنّه "لن يجري أي تغيير في الأقصى".

ودعا محسين الحكام العرب للقيام بخطوات من أجل الأقصى، منبّهاً إلى أنّ "ما حدث يمس الكرامة والعقيدة، ولن نسمح لهذا المخطط بأن يمر مهما كانت النتائج"، مذكّراً بما جرى حين اقتحم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل شارون، باحات المسجد الأقصى عام 2000.

حذر مسؤولون في "فتح" من خطوات تصعيدية (العربي الجديد) 


وبدروها، دعت حركة "حماس"، اليوم الأربعاء، كافة كوادرها وأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للخروج عقب صلاة الجمعة، بعد غد، بمسيرات غضب نصرة للأقصى.

وشددت الحركة، في بيان، على "أهمية المشاركة في جمعة الغضب من قبل كافة شرائح شعبنا وفصائله، تأكيداً على إسلامية القدس والأقصى، ورفضاً لإجراءات الاحتلال الرامية لفرض واقع جديد على الأقصى لم يشهد مثله عبر التاريخ".

كما دعت "حماس" للتوجه إلى كافة نقاط التماس في الضفة الغربية، والاشتباك مع قوات الاحتلال فيها، مُهيبةً بأبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته تلبية نداء الواجب تجاه المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال وسياساته.

ذات صلة

الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
المساهمون