تحت عنوان "الصوفية والسريالية في أعمال عصام محفوظ" يلقي الأكاديمي الإيطالي أرتور موناكو محاضرة عند الثالثة من مساء غدٍ الأربعاء في "معهد الدراسات العابرة للمناطق" في برلين.
الباحث متخصّص في السريالية في الأدب العربي الحديث في مصر وسورية ولبنان بين عقدي الثلاثينيات والستينيات، ويرى أن الدراسات الأدبية التي تستعيد الكاتب المسرحي اللبناني عصام محفوظ (1939-2006) دائماً بوصفه مؤثراً في تطوير المسرح اللبناني، تغفل جانباً أساسياً من سيرته الأدبية؛ وهو فهم محاولاته الشعرية الأولى وإنتاجه الغزيز في مجالات الصحافة والنقد الأدبي.
يعتبر موناكو أن قراءة هذه الكتابات على وجه الخصوص قد تفتح آفاقاً جديدة على إنتاجه الأدبي، يظهر أحد هذه المنظورات أثناء قراءة مجموعة مختارة من مقالات محفوظ التي تعرض اهتماماً معيناً في اتجاهين متناقضين على ما يبدو: السريالية والتصوف.
وفي حين قيل الكثير عن العلاقة بين هذين الاتجاهين، سواء في السياق الغربي أو الفرنسي على وجه الخصوص، ولكن في حالات قليلة فقط تم النظر إليه في الثقافة العربية، وفي ضوء ذلك قد يقدّم محفوظ دراسة حالة نموذجية لهذه العلاقة.
خلال مسيرته الطويلة ككاتب، نشر محفوظ عدداً من المقالات المتعلّقة بكل من السريالية والتصوف الإسلامي، ما يوحي بوجود صلة محتملة بين الاثنين في بعض النواحي لديه.
يبدأ الباحث الإيطالي استكشاف هذين العالمين عند محفوظ من خلال البيانات التي تم جمعها من مضامين هذه المقالات ويحاول الإجابة عن أسئلة محدّدة: هل الخطاب على السريالية والعرفانية يقتصران فقط على مقالات محفوظ؟ أم أنه من الممكن تتبع صدى في إنتاجه الشعري والدرامي كذلك؟ إذا ثبتت صحة ذلك، فبأي طريقة يمكننا دراسة هذا التفاعل؟
يعود موناكو أيضاً إلى دراسة حول الأدب المغاربي باللغة الفرنسية، يقترح فيها كاتبها هادي عبد الجواد البحث في نتيجة التفاعل بين السريالية والتصوف وأبعادهما الأنطولوجية والديناميكية أكثر من أبعادهما التاريخية، وبالتالي حساب الاختلافات المحتملة التي قد تحدث في تجربة واحدة.
يلجأ المحاضر إلى منهجية عبد الجواد، التي كانت مثمرة في مجال الأدب الفرانكوفوني في المغرب العربي، ليطبقها على قراءة شعر محفوظ، وتبين إن كان منن الممكن توسعة التجربة لدراسة الأدب العربي الحديث ككلّ بالمنهجية نفسها.