محمود عصفور يرسم مقلوباً بالصمغ والبودرة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 ديسمبر 2016
B4463DE7-FDEF-41CB-8693-4886BE552325
+ الخط -
يسابق الفنان الفلسطيني الشاب محمود عصفور (21 عاماً)، من بلدة عبسان الصغيرة، إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، الوقت، بعد أن خطت ريشته "بالصمغ السائب" رسمة على لوحة قماش سوداء، كي يتمم رسمها قبل أن تجف خطوطه الأولى.
التشويق وشدّ النظر ولفت الانتباه، هي الركائز الأولى التي ينطلق منها الفنان محمود لحظة الرسم بالمقلوب، وباستخدام الصمغ الشفاف، إذ لا يعي مشاهد الرسم أو يفهم فحوى تلك الرسوم، إلا بعد أن ينتهي منها ويرشها صاحبها بمسحوق البودرة البراقة، التي تُظهر الملامح، والتي تكون صادمة ومفاجِئة في معظم الأحيان.
اسم "العربي الجديد" وشعارها كانا محور رسم الفنان محمود، خلال زيارة مراسل "العربي الجديد" منزله الذي تعرّض للقصف خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، حيث استغرقت الرسمة التي رسمها بالمقلوب نحو عشر دقائق، وتبينت ملامحها بعد قلبها رأساً على عقب.
وينقسم الرسم بالصمغ والبودرة البراقة إلى قسمين، يتمثل الأول في الرسم بسرعة فائقة من أجل ضمان عدم جفاف أجزاء من اللوحة، والثاني هو رش وإغراق الخطوط الصمغة بالمسحوق اللامع، ويفضل الفنان العشريني أن يرسم لوحاته بالمقلوب من أجل زيادة نسبة التشويق لدى الجمهور المشاهِد.
ويقول محمود عصفور لـ "العربي الجديد"، وهو الحاصل على دبلوم في العلوم المالية والمصرفية، إنه بدأ الرسم في الصف الثاني الإعدادي، حين شارك في مسابقة لإحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عن الحرب، حيث رسم أسلاكا شائكة ومعبراً مغلقاً وسيارة إسعاف، إلى جانب عمليات القصف والانفجارات، وحازت لوحته المركز الثاني.
ويضيف: "مشاركتي في المسابقة والتشجيع الكبير الذي حصلت عليه من أصدقائي، منحاني حافزاً قوياً لتطوير هوايتي وعشقي للرسم، إلى أن التحقت بالجامعة، وقمت بأخذ دورات مخصصة في الرسم بالفحم، واحتراف الرسم، ورسم الطبيعة، وغيرها من الدورات التي ساعدتني على صقل موهبتي".
ويوضّح محمود أنه شارك في العديد من الأنشطة والمعارض الفنية، ومنها معرض نحو الإبداع، الذي شارك فيه بلوحة تحاكي الطبيعة والأشجار، ومعرض "بداية التميز" الذي شارك فيه بعدد من اللوحات التي رسم فيها "بورتريهات" لشخصيات فلسطينية، لافتاً إلى أنه يجيد الرسم بالأقلام الجافة، والفحم، وألوان الأكريليك، إلى جانب الرسم بالصمغ السائب.
أما عن تركيزه الكبير في استخدام الرسم بالصمغ، فيقول إنه يحاول التميز فيه، ويعتبره "فريداً وجميلاً، ويلفت الانتباه"، موضحاً أنه شارك بالرسم المباشر في عدد من الاحتفالات داخل جامعات قطاع غزة.


ويستعرض عصفور، خلال حديثه، الصعوبات التقنية التي تواجه الرسم بالصمغ السائب، قائلاً: "لا يمكنني التراجع عن أي خطأ يمكن أن يحدث خلال الرسم، إضافة إلى السرعة الكبيرة المطلوبة، من أجل إنجاز اللوحة قبل أن يجف الصمغ"، موضحاً أنه يعمل على لوحة سوداء قد لا تُظهر التفاصيل الدقيقة، وأنه يحاول ترك تفريغات لإظهار الظل والنور.
ويأمل عصفور أن يتم الاهتمام بالمواهب الفلسطينية، ودعمها مادياً من أجل الاستمرار في العطاء، ويقول: "نحظى بالكثير من الدعم المعنوي، والذي قد يكون غير كاف في بعض الأحيان كي نتمكن من تحقيق الأعمال الكبيرة التي نحلم بها".
دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون