محمد أبو رمان.. خارطة الصوفية في الأردن

13 سبتمبر 2020
محمد بستان/ المغرب
+ الخط -

يشكّل الفكر السياسي والحركات الإسلامية ركيزتان أساسيتان في مجمل الدراسات التي أصدرها الباحث الأردني محمد أبو رمان خلال العقدين الأخيرين، مثل "بین حاكمیة االله وسلطة الأمة: الفكر السیاسي للشیخ محمد رشید رضا" (2011)، و"الإصلاح السیاسي في الفكر الإسلامي" (2011)، و"‫السلفيون والربيع العربي سؤال الدين والديمقراطية في السياسة العربية‬" (2016).

يستضيف "منتدى شومان الثقافي" في عمّان عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الإثنين حفل إطلاق كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "أسرار الطريق الصوفي" على منصّاته الإلكترونية، ويتحدث خلالها كلّ من الباحثة سارة عبابنة والكاتب علي عبيدات، إلى جانب المؤلّف، ويدير الحفل الباحث خليل الزيود.

يبدأ الكتاب بتمهيد عن "النظرية الصوفية"، بما في ذلك التاريخ والمصطلحات والمفاهيم والمدارس والأفكار الرئيسية، والشيوخ الكبار، والنقاشات الرئيسية التي تمسّ التصوف عموماً، وطاولت شرعيته خلال القرون الماضية.

يتناول الكتاب النقاشات الرئيسية التي تمسّ التصوف عموماً، وطاولت شرعيته خلال القرون الماضية

يوضّح المؤلّف في تقديمه إلى أنه "اختار عنوان كتابه مستوحى من أمرين اثنين: الأوّل أن التصوف −كما ذكرنا - طريق، والثاني أنه مسكون بعالم الروح والغيب، وفيه مما يعتبره الصوفيون "أسرارا" لا يجوز كشفها والإفصاح عنها إلا لمن وصل إلى مرحلة معينة في الطريق، وثالثاً لأن فهم التصوف بعمق ليس سهلاً إلا لمن فهم جذوره وأبعاده ولغته الخاصة، فنحن لسنا بصدد دراسة حركة اجتماعية ذات أيديولوجية وإطار حركي واضحين، بل; أمام مدرسة دينية وثقافة اجتماعية لها سمات خاصة استعصى فهمهما على شريحة كبيرة من الباحثين".

يقدّم الفصل الأول "الدولة والمجتمع بين التصوف والسلفية" صورة عامة عن البيئة الأردنية المحيطة بالطرق الصوفية، لفهم التأثيرات المتعلقة بالتنافس −وربما الصراع− الممتد بين المدرسة الصوفية (ذات الطبيعة الأشعرية والمذهبية) من جهة والمدرسة السلفية من جهة أخرى ضمن مسارين؛ الأول يتمثل بقراءة السياسات الدينية الرسمية وتحليلها، والثاني يناقش الثقافة المجتمعية.

غلاف الكتاب

"من الطرقية إلى الشبكية" عنوان الفصل الثاني يسعى فيه المؤلف إلى بناء إطار لفهم الخارطة الصوفية، بخاصة الطرقية، منذ بداية تأسيس الزوايا المعروفة للطرق الرئيسية، في خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم (أي عبر سبعة عقود)، مع الإشارة إلى أن العنوان يحيل إلى اتجاه واضح في الأعوام الأخيرة لدى "جيل الشباب" الصوفي لتأسيس المعاهد العلمية والشرعية والانتقال إلى العمل المؤسسي.

يحاول الفصل الثالث "في البيت الصوفي: الطريقة، الشيخ، الزاوية" تقريب التصوف وفهمه بدرجة عميقة، عبر تناول العديد من الطرق الصوفية، ورسم صورة عن جلسات الذكر، وفهم الأفكار والخلفية التاريخية للأفكار الحاكمة والسرديات الصوفية الأردنية.

ويختبر الفصل الرابع "في محراب التصوف: المجتمع والمرأة والثقافة" السوسيولوجيا والسيكولوجيا الصوفية عبر بناء مقاربة مبنية على مقابلات ولقاءات وحوارات مع متصوفين أردنيين يجيبون على أسئلة رئيسة; لماذا وكيف أصبحتم ّ متصوفين؟ وماذا يعني أن تكون متصوفاً وكيف يمكن أن يفهم الصوفي تركيبة العالم المحيط به؟ وما هي طبيعة العلاقة داخل "المجتمع الصوفي" بين "أبناء الطريقة" و"أهل الزاوية".

وينتهي الكتاب بخاتمة عن الآفاق المستقبلية للتصوف في الأردن من خلال تحليل أبرز التوجهات الحالية والمؤشرات المتوقعة والتحديات القادمة.

المساهمون