ويهتم منير، العضو في الحزب الجمهوري بولاية فرجينيا ومرشحه سابقاً على أحد مقاعد برلمان الولاية الكبيرة في عام 2005، بالشأن المصري أيضاً، فهو رئيس حزب الحياة المصري، وله تاريخ سابق في الاهتمام بالشأن القبطي، والذي يرى في حواره مع "العربي الجديد" أنه عاد إلى عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك.
يرى مايكل منير أن المرشحين كليهما "لا ينالان رضا رجل الشارع الأميركي، ولكن لا بد من الاختيار بينهما، وتحكمهما في ذلك اعتبارات مختلفة"، منتقداً "تركيز الإعلام على تصريحات وأقوال المرشحين بدلاً من التركيز على جوهر السياسات وتفصيلاتها"، وهو ما يجعل منير يفضل الانحياز في اختياراته لمرشحي الحزب الجمهوري المنتمي إليه، "فالفارق المهم بين مرشحي الحزب الجمهوري، سواء في الانتخابات الرئاسية أو انتخابات الكونغرس هو السياسات وليس التصريحات".
يعدد منير ويشرح فوارق السياسات بين كلا الطرفين، كعضو في الحزب الجمهوري في جملة من النقاط أبرزها السياسات الضريبية: "هيلاري تريد زيادة الضرائب وهو أمر ضار بالاستثمار، بينما يهدف ترامب إلي تخفيضها على الشركات من أجل دفعها لوضع أرباحها كلها في الولايات المتحدة، وليس بعض الدول الأخرى كإيرلندا كما تفعل الشركات الكبرى، تهرباً من الضرائب الباهظة".
ويشير منير إلى سياسات التعامل مع برامج الرعاية الصحية، فهو يرى أن برنامج "أوباما كير"، المتعلق بالرعاية الصحية، "غير عادل وأضر بالاقتصاد الأميركي كثيرا"، كما أن برامج الرعاية الصحية التي يتبناها الديمقراطيون وهيلاري، بحسب منير، "ستساهم في أعباء الميزانية الأميركية ولا تشجع الناس على العمل والاجتهاد".
ورغم أن منير يعد مهاجراً إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكنه يرى أن ما أعلنه ترامب من سياسات ونوايا في مسألة الهجرة "أمر صحيح ومفيد لأميركا والقادمين من الشرق الأوسط"، شارحاً وجهة نظره كعضو فعال في الحزب، قائلا "هناك ظلم في فرص الهجرة بين الشرق أوسطيين وبين المكسيكيين؛ فالمكسيكيون يعبرون الحدود ويحضرون أسرهم بتكلفة أقل ويدخل كثير منهم بلا
أوراق رسمية، مما يقلل من فرص قدوم المواطنين المنتمين لدول ليس لها حدود مع أميركا".
في المقابل، يرى منير أن هيلاري، تشجع فكرة الحدود المفتوحة والتي لا تهتم بالعبء الذي يشكله المهاجر غير الشرعي على ميزانية الدولة بحصوله على الامتيازات الأميركية من رعاية صحية وتعليم وفرص عمل من دون أية التزامات "لذلك فهو يدعو العرب إلى تخطي فكرة أن أحاديث الهجرة ضدهم، بل هي في مصلحتهم".
ولا يختلف منير مع ترامب في جوهر فكرة فحص القادمين من اللاجئين السوريين أو القادمين من مناطق النزاع المسلح، "فالإجراءت الاحترازية ليست عيباً في حد ذاتها، وترامب في أحاديثه عن المسلمين يقصد المتطرفين، وليس الأشخاص العاديين" مستدلا بخلفيات بعض من ألقي القبض عليهم في حوادث أو مخططات تتعلق بالعنف في أميركا.
وعن تصريحات ترامب المسيئة لأفراد كُثر والمثيرة للجدل والتي يحمل بعضها طابع عنصري، فإن منير يرفضها، معتبراً أن عدم انتماء الرجل إلى عالم السياسة "أفقده الحصافة واللباقة السياسية"، مؤكدا أنه "لا يرى ترامب أفضل خيار لترشيح الحزب، لكنه فاز بالانتخابات التمهيدية في نهاية الأمر". ويفسر مايكل تصريحات الرجل بأنها تهدف للفوز بأصوات الكتلة الصلبة ضد زملائه من مرشحي الحزب في الانتخابات التمهيدية، موضحا أن ترامب يعكس "مفهوم الحزب الجمهوري للسياسات، لكنه لا يعبر عنه في التصريحات والتي أخذ كثير منها طابعاً شخصياً".
ورغم أن منير يرجع دعمه الحزب الجمهوري إلى السياسات المتعلقة بالداخل الأميركي، "لأن السياسة الخارجية هي سياسة الدولة، ولا يمكن أن يتحكم فيها حزب واحد فقط"، إلا أنه يعود للقول إن "هيلاري كلينتون ساهمت في تدمير الشرق الأوسط وانحازت للإسلاميين في مصر ولا سيما الإخوان المسلمين، وأثبتت فشلاً كبيراً في ليبيا، وبالتالي هي غير جديرة بهذا المنصب رغم خبرتها الكبيرة"، مشيراً إلى أن ترامب "سيأخذ قرابة سنتين إذا فاز لأخذ قرارات حاسمة بشأن الشرق الأوسط والسياسة الخارجية نظراً لإنعدام خبرته في هذا الملف".
وعن العلاقات المصرية الأميركية، يرى منير أن الحكومة الأميركية "كانت مشغولة الفترة الماضية ولقرابة عام بانتهاء ولاية الرئيس الأميركي، ولم تكن هذه العلاقات تأخذ حيزاً كبيراً من تركيزها"، لكنه يشير إلى أن "إدارة ترامب ستختلف عن إدارة هيلاري كلينتون إن فازت، التي تعتمد في كل عملها على العمليات السرية والتي كشف بعضاً منها ويكيليكس، وربما تساهم في الضغط على النظام المصري في ملف حقوق الإنسان"، أما إدارة ترامب فيرى أنها "ستأخذ وقتاً لفهم طبيعة العلاقات بين البلدين"معتبراً أن أحاديث ترامب عن إعجابه بالسيسي "ليست دليلا على نمط سياسي معين ينوي ترامب انتهاجه"، "فالعلاقات المصرية الأميركية فيها تقلبات كثيرة وليست ملك فرد بعينه".
أما عن وضع الأقباط في مصر، فيرى منير أنهم "ليسوا معتمدين على أميركا" ، فالأخيرة "مع مصلحتها فقط"، إلا أنه لا يبدو متفائلا من وضع الأقباط الحالي "سياسات عصر مبارك عادت مرة أخرى، فالحوار عاد بين الدولة والكنيسة فقط، وهذا خطأ كبير، لأن ملف الأقباط ملف وطني يجب أن يبنى على سياسة وطنية شاملة".