مايكل فلين... الديمقراطي المتمرد الأوفر حظاً للأمن القومي

13 نوفمبر 2016
تعيين فلين وزيراً يواجه عقبات قانونية (مايك ميكالا/Getty)
+ الخط -


يبدو أنّ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يسعى إلى اختيار الشخصيات التي تتناسب مع إيقاع خطاباته أثناء حملته الانتخابية، خصوصاً لتولي المناصب السيادية، والتي من المتوقع أن ترسم ملامح أميركا جديدة، في ظل الحديث عن تولي كبير مستشاري ترامب للشؤون الأمنية والاستخباراتية، مايكل فلين، وزارة الدفاع (البنتاغون).

ويواجه فلين (58 عاماً) عقبات قانونية، إذ إنّه جنرال عسكري متقاعد منذ عام 2014، ما قد يمنع تعيينه وزيراً للدفاع لعدم انقضاء مدة سبعة أعوام على صفته العسكرية، ما قد يجعله مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، لعدم رغبة ترامب في طرح موضوع تعيينه، أمام الكونغرس.  

ومن بين الأسماء المرشحة الأخرى لتولي مهام البنتاغون، عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ كيلي أيوت، ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ستيفن هادلي، وكذا السناتور السابق عن ولاية أريزونا جون كيل، إضافة إلى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، جيفرسون سيشين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وأوضحت الصحيفة الأميركية أنّ وزارة الدفاع الجديدة تواجه عقبات عدّة، أبرزها التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتعزيز دور النساء القتالي، والسماح لمثليي الجنس في صفوف الجيش بإعلان ميولهم بحرية.

ويدخل فلين في بورصة الأسماء الأكثر عنصرية وصلابة ويمينية، إذ إنّ تاريخ الرجل يتحدّث عنه، بدءاً من انخراطه في حرب أفغانستان وصولاً إلى العراق، مع تمنياته بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الرقة السورية، حتى ولو كلّف ذلك حياة المدنيين.

ولا يخفي فلين حقده على الإدارة الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباماً، على الرغم من خروجه من عباءة الديمقراطيين، متهماً إيّاها بصناعة التنظيم. هذه التهمة الأحب إلى قلب ترامب الذي لطالما ردد هذه النغمة. 


وتولى المرشح فلين في السابق، رئاسة وكالة الاستخبارات الدفاعية في أميركا (DIA)، ومساعد مدير الاستخبارات في إدارة الرئيس باراك أوباما من 2004 إلى 2007، فضلاً عن عمله في العراق وأفغانستان، حيث قيادة القوات الخاصة الأميركية.  

وترتفع حظوظ العسكري السابق في دخول عالم ترامب لأنه يتشارك معه في مواقف عدّة، إذ إنّه داعم للتعاون مع روسيا بشأن إنهاء الملف السوري، وانتقاد إدارة أوباما في التعامل مع الحرب ضد تنظيم "داعش"، إضافة إلى تأييده المطلق لـ"دولة إسرائيل".

واعترض الجنرال العسكري على الاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على ضرورة التعاون مع روسيا في الملف السوري، قائلاً "لنكن واقعيين، علينا أن نتعاون مع موسكو لحل الأزمة السورية، ولا يمكن أن نطلب من الروس أن يعودوا إلى منازلهم، لأن ذلك لن يحدث إطلاقاً".

وعن تنظيم "داعش"، قال فلين، في مقابلة سابقة له مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، إنّه "لو لم يتم غزو العراق لما ظهر داعش، والذي أصبح منظمة إرهابية محترفة، وبلادي هي التي أوجدت هذا التنظيم عام 2004".

ولفت إلى أنّ "العاطفة العمياء قادت واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إلى اتجاه خاطئ من الناحية الاستراتيجية كانت نتيجته غزو العراق وأفغانستان، وهذا خطأ فادح لن يتسامح معه التاريخ وسيجلب عقاباً قاسياً".

كذلك أعلن فلين عن فشل الاستخبارت الأميركية في فهم العدو الذي تواجهه الولايات المتحدة، في رد على سؤال بشأن تنظيم "داعش"، لافتاً على أنّ "أوباما قال إن المعلومات الاستخباراتية عن داعش لم تكن جيدة"، بحسب وكالة "رويترز".

من جهة أخرى، يبدو أنّ هذه الشخصية المفضلة لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ قد يحدث فيلان، في حال تعيينه، تغييراً في موقف بلاده من زعيم حركة "خدمة"، فتح الله غولن، المتهم بمحاولة منتصف يوليو/تموز الانقلابية، ما يقرّب المسافة في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي تزعزعت في عهد أوباما بعد محاولة الانقلاب العسكري.

ووصف فلين، غولن المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة بأنّه "أسامة بن لادن تركيا"، قائلاً إنّه "لقد حان الوقت لنعيد النظر في أهمية تركيا، وأن نرتب أولوياتنا بالطريقة الصحيحة"، مضيفا "إننا بحاجة إلى ضبط سياستنا الخارجية لنعترف بتركيا كأولوية، إننا بحاجة إلى رؤية العالم من منظور تركيا".

ويمثل هذا تغيراً حاداً لما اتسم به نهج الحكومة المنتهية ولايتها، والتي تركز على الإجراءات القضائية بصورة بحتة، كما تتبنى تصريحات فلين نفس التوجّه التركي بأن غولن "إرهابي".