حراك صيني لتسويق مبادرة السلام في أوكرانيا

05 اغسطس 2024
مبعوث الصين الخاص لشؤون أوراسيا لي خوي / 2 يونيو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **جولة دبلوماسية لحشد الدعم**: يستأنف مبعوث الصين الخاص لشؤون أوراسيا، لي خوي، جولته لحشد الدعم لمقترح السلام في أوكرانيا، بعد زياراته للبرازيل وجنوب أفريقيا، بهدف وضع الصين كطرف محايد وصانع سلام.

- **تأييد دولي متزايد**: تلقت الصين والبرازيل ردوداً إيجابية من أكثر من 110 دول على مقترح السلام، وتسعى بكين لتعزيز التوافق الدولي مع التركيز على دول الجنوب العالمي.

- **تحديات الوساطة الصينية**: تواجه الصين انتقادات من أوكرانيا وتحديات في الضغط على روسيا، لكنها تسعى مع البرازيل لاعتماد مقترح السلام من قبل الأمم المتحدة.

يستأنف مبعوث الصين الخاص لشؤون أوراسيا، لي خوي، اليوم الاثنين، جولته الدبلوماسية لحشد الدعم في الجنوب العالمي لمقترح السلام في أوكرانيا. وكان لي قد زار البرازيل وجنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، في إطار مهمته الرابعة للسلام في أوكرانيا منذ مايو/أيار من العام الماضي. وتأتي الرحلة في أعقاب زيارات مماثلة إلى أوروبا والشرق الأوسط. وتسعى بكين إلى وضع نفسها طرفاً محايداً وصانع سلام في الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث. وفي مايو/أيار الماضي، اقترحت الصين والبرازيل خريطة طريق لحل الأزمة في أعقاب محادثات في بكين بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، والمستشار الخاص للرئيس البرازيلي وسيلسو أموريم، حيث قدم الجانبان توافقاً من ست نقاط يتضمن إجراء مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن لي قوله خلال زيارته إلى جنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، إن الإجماع المشترك بين الصين والبرازيل تلقى ردوداً إيجابية من أكثر من 110 دول، وإن جنوب أفريقيا أكدت خلال الزيارة دعمها جهود السلام التي تبذلها الصين والتوافق المكون من ست نقاط مع البرازيل، وإنها تتطلع إلى ترويج المقترح الصيني في أطر متعددة الأطراف. وأضاف أن بكين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع جنوب أفريقيا وتعزيز تشكيل أوسع لحشد التوافق الدولي على أساس التفاهمات المشتركة الستة.

وتولي الصين أهمية كبيرة لدول الجنوب العالمي التي حافظت على علاقات جيدة مع موسكو طوال الحرب. وكانت البرازيل وجنوب أفريقيا من بين اثنتي عشرة دولة من دول الجنوب العالمي التي لم توقع على البيان الختامي لقمة السلام التي دعمتها أوكرانيا في سويسرا في يونيو/حزيران الماضي. ولم تحضر الصين القمة، وأصرت على "المشاركة المتساوية" بين أوكرانيا وروسيا التي لم تجر دعوتها إلى القمة. ووجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتقاداً لبكين عقب القمة، واتهمها بمساعدة موسكو في تقويض الاجتماع الذي سعى إلى كسب مزيد من الدعم الدولي لحل قائم على صيغة السلام المكونة من عشر نقاط. وتتضمن خطة السلام الأوكرانية انسحاب القوات الروسية بالكامل من الأراضي التي تحتلها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من أربع مقاطعات في شرق أوكرانيا.

ويأتي الحراك الصيني وسط مخاوف متزايدة بشأن عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لالتزامات الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه سينهي الحرب في يوم واحد إذا عاد إلى منصبه. كما استكملت الولايات المتحدة وروسيا عملية تبادل تاريخية للأسرى الأسبوع الماضي شملت دبلوماسية معقدة وسرية، مما أثار تساؤلات حول ما قد يعنيه ذلك بالنسبة لأوكرانيا.

هذا وفي الوقت الذي تسعى فيه بكين إلى وضع نفسها وسيطاً في الصراع، إلا أن زيلينسكي قال إنه لا يريد أن تتولى بكين هذا الدور. بل إنه يفضل بدلاً من ذلك أن تجبر روسيا على إنهاء هذه الحرب، وفقاً لمقابلة مع وكالة "فرانس برس" الأسبوع الماضي. وقد جاء الرد الصيني من المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا لي خوي، خلال مقابلة أجراها أثناء توقفه في البرازيل مع صحيفة فولها دي ساو باولو، بأن المطالبة بضغط صيني على روسيا لإنهاء الحرب "غير واقعية". وأضاف أن الصين وروسيا تربطهما علاقات استراتيجية، "ولا نستطيع أن نجبر روسيا على فعل ما نريده". ولفت إلى أنه لا يوجد حل بسيط للصراع في أوكرانيا. ومع ذلك، قال إن الصين والبرازيل ترغبان في دفع الإجماع المكون من ست نقاط الذي سوف تعتمده الأمم المتحدة في الجمعية العامة هذا العام، ليكون بمثابة اقتراح رسمي لجلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات.