الأشباح التي تكره آخر الصيف
إنه نهار ممتلئ بالبجع
سمعت غصنا يتكسر
وفي ليلة بدوية
سقط أبي في بركة من الأولاد
أنا في الزقاق حافية وبليدة
أرسلت قبلة زرقاء
أرسلتها،
لتنقذ أبي ذي الزمن الطفولي
المزركش بالأثقال
أرسلتها، بعناد وتفان
عاد الملاح
وأمسكني من يدي الهزيلة
العزيمة في عينيه..
إنه ملاح لكنه آلمني
من معصمي الصغير
ربما لأنه عاد لتوه من البحر
من الطقوس الحقيقية للحياة
"الحنان والعزيمة، والعنف في الطريق"
آه نسيت
في زقاق مبتذل
أبي يبدّل عينيه
ستعيش!
لأنني أشبهك
وسنرحل معا إلى باريس
لنفاجئ كريستين
أذكّرك بمطرية الزنابق
بمعطفك العسكري
بندرة كلامك وكثافة معانيك
آه يا شجرتي الزاهية:
ستعيش،
لنعبر البحر مثل شبحين خائنين
أعطيك من شساعتي وخفة أطفالي
نلعن كريستين والسنين الباردات
أيها الطيب المكابر
أنا مثلك
مجالدة بلا وطن
بحيرة بلا اسم
أنا، الدّمنة القاحلة
كأنت: أهشّم الزهور تحت جسر بارد
أيها الغائم، العابس مثل نقاط يسجنها
حجر نرد
ستعيش
لأكبر وإياك من العام الأول
لنكون قصة أطفال وحديقة
شجرتا أرز تفتحان دروبا في أرض الشعر
قلبي أنت
ورصيد النور في نسغ الموهوبة.
■ ■ ■
مشيئة اللغات
تهاوت الغدران في رأس اللغة
لا عقل لي، لأنسرح وإياها
تبقى الحجج الرخيصة دامغة
والإنسان إنسانا يجدف بالعطش الأزلي.
لقلبٍ يضيء الجرف الكالح
ولعينين تدخران دخانا لقطار فجائي
فتحت الصدى
بل عرّيته!
جربت في غرفتي أن أكون هرّة
مع الجدران تشاجرت
لاعبت ظلي
بلا مخلب يذكر
هتكت الفراغ
كهرّة لدودة.. فضحت الكيمياء!
حنين لحفيف شجيرات غضة
شاهدتني وأنا أركض، وأنا أتوحد
زاحفة بين غيمة واحدة، تواريت
أي مشهد أفقدني صوابي!
حين مركبات فحمية اصطدمت بالرحيق
ورأسي يراقب ولا عقل يدوّن ويندم!
أمجنونة أنا؟
في الانطباع الذي يخبئه مطر نحيل
في جرّته السماوية
نصفي في الإضاءة،
بكيت لأن نصفي الذي في الإضاءة
لأنه..
فها أنا إذن صوب الجروح البازلتية أمضي
والكواكب تسكر بأغاني "بريل"
نصفي مكرر في نسل خاطئ
أفتحه.. كملجأ مدعى، كلا.. لست شاعرة
إنما الرصيف المكتظ بنا شاغر
ما عدنا نعرف..
اتفقنا على أن نمضي قدما
في عروق السراب
مجّدنا من لا نحب وكتبنا عن الريف الأحمر
للريف الأحمر حكاية خططناها على جبهة بحرية
كان التخاطر ذريعتنا الطفولية حين التقينا على عجل
في قبلة راجفة!
خوَّافٌ هو الليل، جوَّابُ مشاكل
لتوّه امتزج بقهوة الرب وحنطة الزمن وشكل الرائحة
خواف الليل... كمنضدة على شرفة حرب!
سرقت غيتارة من مخيلة طفلة
عزفت اللحن الغجري
كان اللحن بسيطا للغاية
بسيطا ومرا
لحنا ومرارة
عزفت معزوفة الليل الخائف حتى ذابت الغيتارة
في حرارة العذاب الليلي!
أرسم للقمر جديلة
أقصها وأبيعها
أنا في النهار أقتني سجادا فارسيا
داخل الليل أتنزه
وكأني زوجة إقطاعي
أشك في أني لست كذلك
في كل نهار وأنا أشتري السجاجيد من كل نوع
لمشردين غزاة تآلفوا في جمجمتي الأرجوانية
خائفٌ الليل
من وشاة بلا فطرة سوَّروا عرش الملك!
العقل قلب الصورة
والشمس التي فطمت نجوم العالم قلدتني وهي
تنشر غسيلها في دفتر بحري
أوان الغروب تفعل.. كل ساعة لا تحتسب!
وهي أم الليل وأم جميع الأمهات الغزيرات في الحنين
أوان الشهوة تترك أمومتها جانبا وتمنح للعابرين
كأي أم خالدة وكل زهرة مانحة
الأمومة كمسرح تراجيدي معي رددت نشيد الفخامة
في الليل الخوّاف ذي الخوذة الملتهبة!
أبدو خائفة.. أنا فجر طائش
أو البلاد التي تفتش عن قرطها الخشبي!
عليك أعلق مهازلي أيها الكلام
عليك أتهكم أيها الزحام
أنا متورطة منذ آلاف التمائم والمدن الخرافية
فليكن، سأسحب كوكبكم إلى قلبي ليدفأ!
لأنه بغمازته النهرية بدا قادما كقديس مشبوه
المقيم في ضيافة الرحيل
لأنه..
فلن أقبل أن تفسدوا بالتكرار
ولن أقبل بالبرد تحت أي حجة
لكم ألتقط تلك الصورة الذهنية
وأنتم البداية
فيما الليل مخيف.. آه مخيف جدا وجاحد!
كلانا هامد
على ثلاثة أغصان
نخب اللغة وجرائمها ووديانها وفهودها وآثامها
البرد بارد
والليل أيضا... باااارد.
ثوبي غامق ومن يزرّره يموت
أحيانا يضحكني
أحيانا يكون المسيطر
أهرب
ولجدي النهر أحكي المغامرات
القارض الخرافي الباسل
سيلتهم الأوزون وينساني
أوووه يا قلبي المفتون
يؤثثك الصرع المائي!
جريمتي القادمة: اغتيال ظلي
أوه
لا عقل للحضارة لتفهم الطيبين!
* شاعرة من الجزائر