تحت قنطرة الجسر
خبزٌ
ريشٌ
وذرق حمام
سرخس الرطوبة على القرميد
وصندوقا قمامةٍ فائضان.
تحت قنطرة الجسر
يقطر المطر من الحواف
يرتفع صوت كعب المرأة العابرة
يبول ولدٌ مسرعٌ
ورجل أنيقٌ يمرّ متحدثاً على هاتفه
دون أن ينتبه لكل هذا.
تحت قنطرة الجسر
شريدٌ نائم بأسمالٍ زرقاءَ
وكلبهُ يحرسُ لا شيء
في ليلةٍ متحجّرة.
■ ■ ■
رجلٌ بخيلٌ
قال الفتى الفضوليّ
رجلٌ فقيرٌ
قالت البنتُ الساذجة
وهما يشاهدان من شرفتهما
كهلاً يغسل ثيابه بيديه
ويعلّقها على حبل في غرفته.
أعزبٌ
قال الفتى
أرملٌ
قالت البنتُ
وكانت الأضواء تنطفئ
ويغشى الظلام كل شيء.
أوى الجنرال إلى كوابيسه
إلى أطياف جلّادين وضحايا
وعلى طاولة خشبية
أوسمةٌ نزعها
وهو ينظّف بزّته العسكرية
من دم الاحتمالات اليابسة.
■ ■ ■
بخطاك الهادئة
تتبعني
لا تتركني
مثل وعدٍ
كأنكَ هنا
كأن لا أحد هنا
إلّاي
أو إلّاك.
لا تربت على كتفي حين أحب
ولا تشدّني من يدي حين أكره
تذكّرني حين أسهو
وحين أنام تهدهد لي
ولا تقول شيئاً عن الجبن والشجاعة
تعرفني مثل عدو
وتجهلني مثل صديق
ولا تنساني حتى لو تظاهرت بنسيانك
تبتسم فقط بأسنانك الصفراء.
فلنفترق مرّةً
كي نعرف من منّا أقدر على الحياة
فلنفترق
أيها الخوف.
* شاعر سوري مقيم في نيويورك