فجوة في الأسواق... الجزائر تستنجد باللحوم الأوروبية لكبح الأسعار

22 ابريل 2018
قفزة في أسعار اللحوم الحمراء (Getty)
+ الخط -
تتجه الجزائر نحو أوروبا بهدف توفير اللحوم للسوق المحلية وسط قفزات بالأسعار مع اقتراب شهر رمضان الذي يسجل زيادة في الطلب المحلي على مختلف أنواع اللحوم وخاصة الحمراء.
وكانت الجزائر قد جمدت استيراد اللحوم الحمراء من البرازيل والأرجنتين منذ بداية يناير/كانون الثاني الماضي، بعد إدراجها ضمن قائمة تشمل أكثر من ألف منتج ممنوع من الاستيراد إلى إشعار لاحق، في مقدمتها اللحوم المجمدة والخضر والفواكه ما عدا الموز، بالإضافة إلى مواد البناء والسيارات وغيرها.

واستهدفت الحكومة بهذا الإجراء كبح الواردات التي بلغت 47 مليار دولار السنة الماضية، لمواجهة الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها البلاد في ظل تراجع إيرادات النفط، المصدر الرئيسي للدخل في الجزائر.
وحسب تقارير رسمية، كانت الجزائر تستورد سنويا ما يعادل 140 مليون دولار من اللحوم، أي بين 60 و70 ألف طن سنويا من اللحوم المجمدة وهي نسبة بعيدة عن الطلب السنوي المقدر بحوالي 900 ألف طن.

ولتفادي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في شهر رمضان، من المنتظر أن تمنح الحكومة الجزائرية رخصا استثنائية لاستيراد اللحوم الطازجة والمجمدة، لكن هذه المرة من القارة الأوروبية وتحديدا من فرنسا وذلك لقرب المسافة.

وفي خطوة أولى حل وفد اقتصادي فرنسي بالجزائر في زيارة تدوم عدة أيام، يستهدف الترويج للحوم الأبقار الفرنسية عبر لقاءات مع مستوردين جزائريين. 
وقال منظمو الزيارة في بيان صحافي إن "هدف الزيارة هو استكشاف السوق الجزائرية والحديث عن إمكانية شراكة مع المهنيين في مجال لحوم الأبقار في الجزائر". 

وإلى ذلك، قال رئيس البعثة الفرنسية لمصدري لحوم الأبقار إيمانويل برنارد لـ "العربي الجديد" إن "فرنسا مستعدة لتصدير 11 ألف طن من لحوم الأبقار الطازجة، وفي الوقت الراهن كل الاهتمام مقتصر على شهر رمضان، ومن المنتظر أن يتنقل وفد جزائري مطلع مايو/أيار القادم إلى فرنسا لإكمال التوقيع على العقد الأول بكمية ألف طن، بعد استخراج الرخص الإدارية من وزارة التجارة الجزائرية". 

وأضاف برنارد، عقب لقائه بمستوردين جزائريين أن "مسجد باريس هو من يمنح شهادات حلال للمذابح وذلك بعد إرسال أئمة لمراقبة عملية الذبح، والتأكد من انها تتم وفق تعاليم الدين الإسلامي." 
غير أن الأسعار والكمية تبقيان عائقا أمام المستوردين الجزائريين الذين يفضلون اللحوم الإسبانية والإيطالية لتعويض اللحوم البرازيلية. 

ويقول مستورد لحوم، رشيد عميمر، إن "اللحوم المقترحة من الطرف الفرنسي من حيث الجودة هي الأحسن في القارة الأوروبية، لكن من حيث السعر هي الأغلى أيضا، وكنا ننتظر تخفيض الأسعار بسبب قرب المسافة والإعفاءات الجمركية التي ستمنحها الحكومة لمنتجاتهم". 
وتابع عميمر في تصريح لـ "العربي الجديد" أن اللحوم الإسبانية تبقى أحسن بديل للبرازيلية الآن بحكم الوقت المتبقي من رمضان". 

وكانت الحكومة الجزائرية قد أسقطت الأسبوع الماضي عددا من المواد التي تدخل في صناعة المواد الغذائية مثل العصائر والمشروبات، والزبادي، والبسكويت، والحلويات، والشوكولاتة، من قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، وذلك بعد تسجيل ارتفاع أسعار المنتجات المصنعة محليا بقرابة 90% على بعض الأنواع. 
وفي أسواق الجزائر العاصمة انتقل متوسط سعر لحم العجل، خلال الفترة الأخيرة، من 1500 دينار (الدولار الأميركي = 113.7 دينارا جزائريا) للكيلوغرام إلى 1800 دينار، ومن 1800 دينار للكيلوغرام من لحم الخروف إلى 2000 دينار.
وإلى ذلك، قال رئيس الاتحادية الجزائرية للحوم الحمراء والبيضاء بلال جمعة إن "الجزائر تحوز على ثروة حيوانية تفوق 25 مليون رأس غنم وقرابة مليوني رأس بقر وعجل، وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار لا علاقة له بتراجع العرض فقط".

وأضاف جمعة لـ "العربي الجديد" أن "أسعار اللحوم الحمراء الطازجة تشهد تذبذبا منذ بداية السنة الحالية، أي منذ إدراج اللحوم في قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، حيث أصبحت المذابح والمسالخ تعمل بوتيرة بطيئة وذلك لغياب المنافسة حيث كانت اللحوم المجمدة المستوردة أقل سعرا وأكثر استهلاكا".
ولفت جمعة إلى أن "الإنتاج المحلي للحوم الحمراء يغطي حوالي 60% من الطلب المحلي وإذا استمرت الحالة هكذا من المنتظر أن ترتفع أسعار اللحوم الحمراء في شهر رمضان بين 5 و10%."
المساهمون