غارات إسرائيلية في ذكرى "الغوطتين"

22 اغسطس 2015
قوات إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -

جدد طيران الاحتلال الإسرائيلي قصفه للأراضي السورية المقابلة لخط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل صباح أمس، بعد يوم واحد فقط من استهدافه لمقرات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في نفس المنطقة.

اقرأ أيضاً: إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنات الجولان ودويّ صفارات الإنذار

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن طائرة إسرائيلية بدون طيار شنت غارة على قرية الكوم في محافظة القنيطرة أقصى جنوب غرب سورية مقابل الجولان السوري المحتل، ما أدى لمقتل خمس مدنيين.

وأشارت الوكالة إلى أن الغارة استهدفت سيارة قرب سوق شعبي في قرية الكوم، ما أدى إلى احتراق السيارة ومقتل من فيها بالإضافة لإصابة آخرين كانوا في المكان.

وجاءت الغارة الاسرائيلية بعد يوم واحد فقط من استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في القطاع الشمالي من خط وقف إطلاق النار بين محافظة القنيطرة والجولان المحتل.

وأفادت وكالة "سانا" بمقتل عسكري سوري وإصابة سبعة آخرين جراء غارات شنتها طائرة حربية إسرائيلية على مواقع عسكرية سورية مساء يوم الخميس، مشيرة إلى أن مروحية عسكرية اسرائيلية شنت غارات جوية عصر الخميس على مباني مديرية النقل ومبنى المحافظة التابعة للنظام السوري في محافظة القنيطرة.

لكن مصادر محلية في القنيطرة أكدت لـ"العربي الجديد" أن الغارات الاسرائيلية استهدفت مساء الخميس مقرات عسكرية تابعة للفرقة الثالثة في الجيش السوري في منطقة القنيطرة والفوج 137 قوات خاصة، واللواء 60 مدرع، في غوطة دمشق الغربية قرب منطقة بيت جن.

وأشارت المصادر المقربة من قوات المعارضة إلى ورود معلومات عن مقتل خمسة ضباط من قوات النظام إثر استهداف مقرّ إقامتهم في الفوج 137 بالاضافة إلى مقتل آخرين في اللواء 60 في منطقة تل الشحم بريف القنيطرة الشمالي.

وجاءت غارات جيش الاحتلال بعد سقوط أربع قذائف انطلقت من الأراضي السورية باتجاه منطقة الجولان ومنطقة الجليل الأعلى، إذ أعلنت وسائل إعلام اسرائيلية سقوط قذيفتين استهدفتا منطقة الجليل الأعلى بينما سقطت اثنتان في هضبة الجولان المحتل مساء الخميس، مؤكدةً أن مصدرها الأراضي السورية.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "جيش الدفاع الإسرائيلي ضرب في الساعات الأخيرة من مساء الخميس من خلال طائرات سلاح الجو وقوات برية بقيادة المنطقة الشمالية العسكرية، 14 هدفاً للنظام السوري في وسط هضبة الجولان السورية".

وزعم أدرعي أن الهجمات الاسرائيلية جاءت كرد على سماح النظام السوري لمنظمة "الجهاد الإسلامي"، أحد الفصائل الفلسطينية، بتنفيذ هجوم بأربع قذائف على الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وبناء عليه، رجح مراقبون أن يكون تسخين جبهة الجولان متعمداً من قبل النظام السوري لحرف الأنظار عن الذكرى السنوية الثانية لمجزرة غوطتي دمشق الكيماوية، خصوصاً مع صدور قرار من مجلس الأمن الدولي أخيراً بالإجماع حول تشكيل لجنة تحقيق للبحث عن المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية.

إضافة إلى رغبة النظام في تغطية جرائمه المتواصلة، وكان آخرها في مدينة دوما قبل أيام، حيث استهدفت براميله المتفجرة سوقاً للخضروات ما أدى لمقتل أكثر من مائة من الباعة والسكان الذين كانوا في السوق بالإضافة إلى إصابة نحو 350 آخرين، بحسب إحصائيات اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. ولا يُستبعد ان يكون الردّ الإسرائيلي بشنّ الغارات خلال اليومين الماضيين خدمة لنوايا النظام المبيتة، بحسب ما يرى مراقبون.

اقرأ أيضاً: مجزرة الغوطة.. جريمة تتنظر العقاب؟

وتأتي الغارات الإسرائيلية، وسط تصاعد الحديث في الأيام الأخيرة عن مساعٍ جدية من الدول المعنية بالشأن السوري نحو إيجاد حل سياسي يفضي إلى رحيل رئيس النظام السوري عن السلطة، الأمر الذي يرفضه النظام السوري بشكل مطلق وتتحفظ عليه روسيا.

المساهمون