استقبل عشرات آلاف السوريين عيد الفطر بشكل مختلف عن غيرهم من البشر، فالآلاف منهم نازحون بلا مأوى منذ سوّت طائرات النظام وروسيا بيوتهم بالأرض، وخطفت أرواح ذويهم، وآلاف أخرين مهجرون يحاولون التأقلم وبناء حياتهم في المناطق المحررة.
وقالت النازحة من ريف حمص الشمالي، نسرين طه، لـ"العربي الجديد": "أتمنى رؤية أمي وأبي، وتقبيل أيديهما في العيد. قضاء عيد الفطر للمرة الثانية بعد تهجيرنا من ريف حمص الشمالي ليس أمرا سهلا، إذ علينا زرع البسمة على وجوه أطفالنا رغم كل الظروف. ابنتي الكبيرة عمرها 7 سنوات، واشتريت لها ملابس جديدة، وكذلك أخواها الأصغران، وبمجرد حصولهم على الملابس كانت سعادتهم لا توصف. أهلي في تركيا منذ خمسة أعوام، وكنت أرجو قضاء العيد معهم لكن ذلك صعب".
ووصفت طه أحوالهم المعيشية بأنها سيئة، فإضافة إلى التهجير فإن كثيرا من العوائل مشتتة، وهذا يزيد من وطأة الحياة الصعبة عليها.
يرغب أيهم العمر الذي خرج من جنوب دمشق العام الماضي بمعايدة أفراد عائلته، وخاصة والديه المقيمين في جنوب دمشق، وقال لـ"العربي الجديد": "العيد بعيدا عن العائلة والأحباب ليس عيدا، فابنتي التي رزقت بها بعد وصولي إلى مدينة الباب لم يحملها جدها ولا جدتها، وفرحتي بقدومها كان يقابلها الحزن بسبب ذلك. خلال العيد سنكتفي بمكالمة مع أهلي لن تغيب الدموع فيها، وسيكون الحديث عن أعياد ماضية قضيناها في بيت العائلة، حيث كنا نجتمع".
وأردف العمر: "الصعوبات تزيد الضغوط علينا في مدينة الباب، فالعمل ليس كما في السابق، والإيجارات مرتفعة، وكل هذا لا يسمح لنا بتحضير شيء للعيد كما اعتدنا في السابق. سنزور من نعرفهم ممن هجروا معنا من جنوب دمشق، إضافة لأصدقاء لنا من أهالي مدينة الباب، فرمزية العيد حاضرة في كل الظروف".
ويترقب أحمد الخطيب من مدينة كفرنبل، أن يتوقف القصف الوحشي والغارات الجوية على بلدات ريف إدلب الجنوبي ليتسنى له العودة إلى مدينته التي نزح منها إلى مدينة كفر تخاريم في الريف الشمالي لإدلب.
وأشار بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن هذا العيد الأول الذي يقضيه خارج مدينته، وأن هذا أمر بالغ الصعوبة بالنسبة له، مؤكدا أنه "في حال توقف القصف لن أنتظر، وسأعود إلى منزلي ومدينتي".
وقال النازح من بلدة الهبيط، عمار أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إنه لا عيد إلا بالعودة إلى البلدة. "نحن حاليا نازحون، ولا نعلم إن كنا سنعود، وكان لنا بيت دمر في غارات الطائرات. خرجت أنا وعائلتي تحت القصف، ونجونا بأعجوبة. العيد بالنسبة لي ولمن نزحوا من البلدة هو العودة، لكن يبدو أن عودتنا لن تكون كما نتمنى".
وتابع أبو محمد: "اضطررت للتنقل بين عدة مدن وبلدات في إدلب، قبل العودة للاستقرار في بلدتي الهبيط مع عائلتي، لكن لم يدم بقائي بها طويلا، مع أني كنت أظن أن هذا العيد سيكون أفضل لنا، لكن لم تسر الأمور كما نرغب".
اقــرأ أيضاً
في سياق أخر، لم يتمكن الشاب سالم علي المقيم في تركيا، من زيارة أهله في سورية، وقال لـ"العربي الجديد": "دخلت تركيا سنة 2016، والعام الماضي بعد وصول أهلي إلى إدلب لم أتمكن من زيارتهم، وهذا العام حاولت الحصول على موافقة لزيارة العيد لكن الحظ لم يحالفني. تزوجت هنا منذ عامين، وأقيم في إسطنبول، وليس هناك عيد بمعناه الحقيقي، فالأهل والأقارب بعيدون عني، ومدة العطلة التي نحصل عليها قصيرة لا تسمح لنا بالذهاب لإمضاء إجازة العيد في سورية، وفي حال ذهبت وتأخرت قد أخسر عملي، لذلك أسعى أن أتمكن في عيد الأضحى من زيارة أهلي في إدلب".
وتابع علي: "كل شيء تغير، وعوائل كثيرة فقدت أبناءها في القصف أو المعتقلات. حتى فرحة العيد بها غصة، لكن الحياة تمضي وعلينا أن نكون أقوى من الظروف، وجل ما أريده في العيد المقبل أن أجتمع مع أبي وأمي وأخوتي".
تقضي مئات العوائل النازحة من مناطق ريفي حماة الشمالي والجنوبي العيد في العراء بعد وصولها إلى مناطق ريف إدلب الشمالي، وتفتقر هذه العوائل لأدنى مقومات الحياة الأساسية، ومعظم النازحين لا يملكون خياما يأوون إليها، إذ تجاوزت أعداد النازحين نصف مليون شخص مع استمرار القصف على مناطقهم.
ووصفت طه أحوالهم المعيشية بأنها سيئة، فإضافة إلى التهجير فإن كثيرا من العوائل مشتتة، وهذا يزيد من وطأة الحياة الصعبة عليها.
يرغب أيهم العمر الذي خرج من جنوب دمشق العام الماضي بمعايدة أفراد عائلته، وخاصة والديه المقيمين في جنوب دمشق، وقال لـ"العربي الجديد": "العيد بعيدا عن العائلة والأحباب ليس عيدا، فابنتي التي رزقت بها بعد وصولي إلى مدينة الباب لم يحملها جدها ولا جدتها، وفرحتي بقدومها كان يقابلها الحزن بسبب ذلك. خلال العيد سنكتفي بمكالمة مع أهلي لن تغيب الدموع فيها، وسيكون الحديث عن أعياد ماضية قضيناها في بيت العائلة، حيث كنا نجتمع".
وأردف العمر: "الصعوبات تزيد الضغوط علينا في مدينة الباب، فالعمل ليس كما في السابق، والإيجارات مرتفعة، وكل هذا لا يسمح لنا بتحضير شيء للعيد كما اعتدنا في السابق. سنزور من نعرفهم ممن هجروا معنا من جنوب دمشق، إضافة لأصدقاء لنا من أهالي مدينة الباب، فرمزية العيد حاضرة في كل الظروف".
ويترقب أحمد الخطيب من مدينة كفرنبل، أن يتوقف القصف الوحشي والغارات الجوية على بلدات ريف إدلب الجنوبي ليتسنى له العودة إلى مدينته التي نزح منها إلى مدينة كفر تخاريم في الريف الشمالي لإدلب.
وأشار بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن هذا العيد الأول الذي يقضيه خارج مدينته، وأن هذا أمر بالغ الصعوبة بالنسبة له، مؤكدا أنه "في حال توقف القصف لن أنتظر، وسأعود إلى منزلي ومدينتي".
وقال النازح من بلدة الهبيط، عمار أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إنه لا عيد إلا بالعودة إلى البلدة. "نحن حاليا نازحون، ولا نعلم إن كنا سنعود، وكان لنا بيت دمر في غارات الطائرات. خرجت أنا وعائلتي تحت القصف، ونجونا بأعجوبة. العيد بالنسبة لي ولمن نزحوا من البلدة هو العودة، لكن يبدو أن عودتنا لن تكون كما نتمنى".
وتابع أبو محمد: "اضطررت للتنقل بين عدة مدن وبلدات في إدلب، قبل العودة للاستقرار في بلدتي الهبيط مع عائلتي، لكن لم يدم بقائي بها طويلا، مع أني كنت أظن أن هذا العيد سيكون أفضل لنا، لكن لم تسر الأمور كما نرغب".
وتابع علي: "كل شيء تغير، وعوائل كثيرة فقدت أبناءها في القصف أو المعتقلات. حتى فرحة العيد بها غصة، لكن الحياة تمضي وعلينا أن نكون أقوى من الظروف، وجل ما أريده في العيد المقبل أن أجتمع مع أبي وأمي وأخوتي".
تقضي مئات العوائل النازحة من مناطق ريفي حماة الشمالي والجنوبي العيد في العراء بعد وصولها إلى مناطق ريف إدلب الشمالي، وتفتقر هذه العوائل لأدنى مقومات الحياة الأساسية، ومعظم النازحين لا يملكون خياما يأوون إليها، إذ تجاوزت أعداد النازحين نصف مليون شخص مع استمرار القصف على مناطقهم.