النقل هاجس الجزائريين في إجازة عيد الفطر
الجزائر
يتوق الجزائريون لقضاء أيام عيد الفطر وسط عائلاتهم لذلك يتوجه أغلبهم إلى القرى والمدن في المحافظات، إلا أن الاستعداد للسفر يشغلهم أياماً لحجز أمكنتهم في وسائل النقل على اختلافها حتى لا يفوّتوا فرصة الوصول في أول أيام العيد الذي بدأته الجزائر أمس الثلاثاء.
وتغص محطات النقل العام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان ككل عام، مع تدفق المواطنين على محطات الحافلات والقطارات وسيارات الأجرة، قاصدين مدنهم ومسقط رأسهم ليكونوا خلال عطلة العيد برفقة العائلة. وهذا هو حال العمال والموظفين والمجندين وغيرهم يغادرون المدن الكبرى ومدن الصحراء في العيد، خصوصاً من حالت ظروفهم دون قضاء شهر رمضان مع الأهل.
ويعد النقل ما بين الولايات الجزائرية هاجسا في المناسبات، إذ تشهد محطات المسافرين عشية عيد الفطر تهافتاً عليها، وتتزايد معها هواجس انعدام وسائل النقل خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان، وتتضاعف متاعب البحث عن وسيلة نقل مريحة.
ويمنّي الطالب في كلية الحقوق عماد شتوان، النفس بأن يجد سيارة أجرة تنقله من محطة المسافرين بمنطقة الخروبة بالعاصمة الجزائرية نحو مدينة الجلف التي تبعد 390 كيلومتراً جنوبي العاصمة الجزائرية، قائلاً لـ"العربي الجديد" إنه انتظر قدوم سيارة أجرة منذ الصباح الباكر أربع ساعات، ولم يظفر بسيارة تنقله، ما دفعه إلى الاتفاق مع عدد من المسافرين إلى نفس الوجهة والتشارك في دفع مبلغ مضاعف لصاحب سيارة غير مرخصة ينقلهم نحو مسقط رأسهم.
ويلجأ الكثير من المسافرين إلى طرق عدة لتدبر وسيلة نقل، خصوصا أن العاصمة الجزائرية عشية العيد تصبح "خاوية على عروشها"، وينتهز الكثيرون الفرصة للخروج نحو المدن لقضاء أيام العيد مع الأهل قبيل العيد تجنباً للوقوع في فخ نقص وسائل النقل، خصوصا من العاصمة التي تضم الآلاف من العمال والموظفين والطلبة القاطنين في الولايات والمدن الداخلية، الراغبين في قضاء أيام العيد في كنف الأسرة.
وأعلنت إدارة المحطة البرية للحافلات في العاصمة الجزائرية، قبل عيد الفطر، عن برمجة رحلات إضافية بمجموع 1100 رحلة يوميا خلال الأيام الثلاثة التي تسبق عيد الفطر على مستوى المحطة البرية لنقل المسافرين نحو مختلف المناطق، تفادياً لأي تذبذب أو نقص في وسائل النقل والحافلات.
وتوقعت السلطات وصول عدد المسافرين إلى 35 ألف مسافر خلال فترة العيد، وتسخير 200 حافلة إضافية تزامناً مع تدفق عدد كبير من المسافرين على المحطة خلال فترة العيد وتفادي أزمة نقص في الحافلات والنقل في اواخر أيام رمضان أو خلال يومي العيد والأيام التي تليه، كذلك أعلنت السلطات عن تجنيد 2700 عامل نقل من اجل ضمان الخدمة والتكفل بالمسافرين.
ويقول الهادي صاحب سيارة أجرة يشتغل على الخط الرابط بين العاصمة الجزائرية والبليدة والجلفة (300 كيلومتر جنوبي العاصمة الجزائرية)، لـ"العربي الجديد" إنه برمج قضاء الأيام الأخيرة من شهر رمضان في البيت لأن العيد للأهل وزيارة الأقارب وليس للعمل على حد تعبيره. وأضاف أن الكثيرين من أصحاب سيارات الأجرة يعيشون تقريبا خارج بيوتهم طوال أيام السنة، لهذا يعتبرون عيد الفطرة فرصة للراحة ولقاءه الأبناء والأهل، لافتا إلى أن هناك وسائل نقل أخرى كالحافلات والقطارات بإمكانها أن تفي بالغرض بالنسبة للمسافرين.
وتبرز أهمية محطات القطارات عشية العيد خصوصاً كونها من وسائل النقل الأساسية للراغبين في قضاء العيد مع أهلهم. وبسبب زيادة الحاجة، رتّبت هيئة النقل بالسكك الحديدية عدة رحلات إضافية بمناسبة عيد الفطر ومداومات يوم العيد للاستجابة لطلبات الزبائن، عبر القطارات الرابطة بين العاصمة الجزائرية وولايات قسنطينة وعنابة شرقي الجزائر ووهران غرب الجزائر، وهو يساعد على تذليل الصعوبات التي يواجهها المسافرون في هكذا مناسبات دينية.
وأعلنت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عن استجابتها لطلبات الركاب بماسبة عيد الفطر، وإعادة تنظيم سير قطاراتها ذات الخطوط الطويلة. لذلك شغلت قطاراً آخر على خط الجزائر-وهران، مع إعادة برمجة قطارين باتجاه قسنطينة وعنابة شرقي الجزائر، قبل أيام العيد.
وبسبب مشكلة النقل، لجأ بعض الموظفين مثل محمد علي، الذي يعمل في قاعة حلاقة راقية في العاصمة إلى تأجير سيارة لثلاثة أيام تمكنه وعائلته من السفر لقضاء يومي العيد مع الأهل في منطقة جيجل شرقي الجزائر، مشيراً إلى أنه يدفع تكلفة معتبرة، ولكنه في المقابل يريح أبناءه وزوجته من ساعات الانتظار للعثور على وسيلة نقل عمومية أو خاصة، وتسهل عليه التنقل في مدينته لزيارة أهله".