ولوّح الرئيس عباس بتهديد سحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، قائلاً إن "نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس من شأنه القضاء على عملية السلام، وقد يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل"، حسب ما نشرت الوكالة الرسمية "وفا".
وتابع الرئيس الفلسطيني "كتبت إلى الرئيس ترامب لكي أطلب منه عدم القيام بذلك، فهذا لن يحرم فقط الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في حل النزاع، بل وسيقضي على حل الدولتين".
وحذّر عباس من أنه إذا تم نقل السفارة "ستكون أمامنا خيارات عدة سنبحثها مع الدول العربية"، موضحاً أن "التراجع عن اعترافنا بدولة إسرائيل سيكون أحدها، ولكن نأمل ألا نصل إلى ذلك، وأن نستطيع بالمقابل العمل مع الإدارة الأميركية المقبلة".
وتأتي هذه التصريحات قبل يوم واحد من عقد مؤتمر باريس الدولي، وقد توالت تصريحات الرئيس أبو مازن خلال وجوده في إيطاليا، حيث صرح في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية وفا، بأن "مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده يوم غد الأحد في باريس ربما يكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين".
وأضاف عباس "نحن كفلسطينيين نقول كفى، بعد 70 عاماً من المنفى و50 عاماً من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا".
وعلق المحلل السياسي هاني المصري لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "دخول المفاوضات الآن خطر كبير، نحن بحاجة إلى تغيير موازين القوى عبر التمسك بقرارات الشرعية الدولية، ويجب أن نستنتج من كل ما حدث عدم العودة إلى المفاوضات الثنائية ونغلق هذا الباب للأبد، لأنه من المستحيل أن يؤدي إلى نتائج لصالح الفلسطينيين".
وتابع: "نحن أمام مشهد دولي مهم، ستشارك فيه الإدارة الأميركية الراحلة، وإسرائيل ترفض المشاركة، ونأمل أن يصدر المؤتمر بياناً يكون منسجماً مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، حتى يمثل ضغطاً على إسرائيل بالمرحلة القادمة، لكن هذا أيضاً غير مضمون في ظل المعطيات الحالية".
وينطلق يوم غد الأحد مؤتمر باريس الدولي، ويعوّل الفلسطينيون على المؤتمر لإعادة القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات الدولي، فقد تراجعت آمالهم وجهودهم بأن يكون المؤتمر كامل الصلاحيات ويصدر بياناً يتم تشريعه من قبل مجلس الأمن الدولي يكون ملزماً لحكومة الاحتلال.
وصرّح السفير الفلسطيني في فرنسا سلمان الهرفي في مكالمة هاتفية لـ"العربي الجديد" "أن هناك توصيات تمت صياغتها فلسطينياً مع شركاء دوليين مشاركين بالمؤتمر، نأمل أن يتضمنها البيان الختامي يوم غد الأحد".
وحول أبرز هذه التوصيات، قال الهرفي: "أبرز التوصيات؛ التشاور مع الدول الحليفة والصديقة لفلسطين، لإقرارها تتضمن توسيع الرباعية الدولية، والتي تتضمن حالياً الولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، بحيث يضاف إليها رباعية عربية تتمثل بمصر الأردن، والمغرب والسعودية، إضافة لعدد من الدول الأوروبية مثل النرويج وألمانيا والسويد".
وأكد: "هذه توصياتنا بما يتعلق بالرباعية الدولية، والكلمة النهائية للمؤتمر".
وقال إنه "سينبثق عن المؤتمر لجنة متابعة لما سينتج عن المؤتمر من توصيات"، مؤكداً: "أن التوصيات الفلسطينية تشدد على الحفاظ على حل الدولتين، وقرارات مجلس الأمن بما فيها الأخير 2334، وعدم جواز احتلال الأراضي بالقوة، وضرورة انسحاب إسرائيل وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية التي احتلت في الرابع من حزيران 1967، وأن الحل الوحيد لحل أزمات الشرق الأوسط قيام دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل في حدود الرابع من حزيران بما في ذلك القدس الشرقية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين".