صناعة "الخوص" من سعف النخيل في بغداد... رمز عروس العراق تندثر

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
07 اغسطس 2017
8DFE4C46-88FE-4ED7-8BE7-4E21E0F668D3
+ الخط -
صناعة الخوص واحدة من أقدم المهن الشعبية في العراق، وتكاد تكون الأولى التي عرفها العراقيون منذ القدم. لا تزال قائمة في بغداد حتى اليوم، ولها زبائنها من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، وتعتمد على أدوات بسيطة بعيداً عن المعدات والمكائن الصناعية. مهنة توارثها الأبناء من الآباء والأجداد وصارت مصدرا للمعيشة ولها خصوصية تراثية.

يطلق على صاحب هذه المهنة "الخواص" نسبة إلى سعف النخيل التي تسمى في العراق "الخوص".

يقول حسن السعدي (35 عاماً) وهو أحد أصحاب هذه المهنة: "نصنع من سعف النخيل الكراسي والكنبات والأسرّة وكذلك أقفاص الطيور والمراوح اليدوية والشبابيك الداخلية والديكورات المختلفة وأموراً أخرى حسب الطلب".

ويضيف السعدي "قلَّ إنتاجنا لعدّة أسباب أولها الإهمال الذي تعاني منه النخلة التي هي المصدر الوحيد لعملنا، ويصل إلينا سعف لا يصلح للعمل لعدم تلقيح النخيل ومشاكل أخرى، بعكس الاهتمام الذي كانت تلاقيه النخلة قبل عام 2003".

ويشير السعدي إلى أن الوقت المستغرق في صناعة الكرسي بمقعد واحد يتسع لشخص يصل إلى ساعتين، أما المعقد لشخصين فتصل مدة إنجازه إلى ثلاث أو أربع ساعات وهكذا".

ويتابع "يرتكز عملنا اليوم على صناعة أقفاص الطيور غالباً"، مضيفا "مهنتنا اليوم تعاني من الاندثار، ولم يبقَ في مهنتنا سوى خمس محال في سوق الملحاني، الذي يقع في منطقة الكاظمية".

ويقول كمال الجميلي (73عاماً) "انتهى زمن هذه المهنة مع انتهاء إكرام عمتنا النخلة، لقد مرت على النخلة سنون عجاف بعدما كانت عروس العراق ورمزه".

وأضاف الجميلي "للحفاظ على البيئة كان لزاماً على الحكومةِ الاهتمام بالنخلة، وهذه الحرفة المهمة في تاريخنا الممتد إلى أكثر من 7000 آلاف عام".


ذات صلة

الصورة
	 في خانيونس (ياسر قديح / الأناضول)

منوعات

بعد 5 أشهر من انطلاق حملات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، لم يقتل الاحتلال المدنيين ويهدم المنازل فقط، ولكنه تسبب في كوارث وآثار بيئية كبيرة.
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
ميناء حمد (حسين بيضون)

منوعات

افتتحت قطر، قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مركز زوار ميناء حمد، جنوبي الدوحة. تجسد مرافق المركز مجمل جوانب التراث البحري القطري وتطوره عبر الزمن، ويحتضن حوضاً مائياً للأحياء البحرية.
الصورة

مجتمع

حذّرت وزارة البيئة العراقية، أمس الجمعة، من مخاطر صحية وبيئية كبيرة تتسبب بها النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية بالبلاد، والتي تُقدّر بعشرات الأطنان اليومية، ولا يجري إتلافها بطرق صحية، مؤكدة ضرورة وضع المعالجات للملف..
المساهمون