10 نوفمبر 2024
صراحة حسن نصر الله
تفيد تقارير الشهر الأخير، الواردة من حلب، بأن جيش الفتح، المكون من مجموعة متنوعة من كتائب إسلامية، يتقدّم على حساب مليشيات أخرى، قوامها الأساسي حزب الله مع مجاميع مذهبية إيرانية وعراقية، إضافة إلى قوات من جيش النظام (السوري). على وقع انهيار محادثات السلام وبداية شهر رمضان، بدأت معركة حلب وسط تردّد روسي، وإصرار إيراني، ورغبة عارمة من النظام وحزب الله على حسم المعركة هناك، باعتبار حلب نقطةً فاصلةً سيتأسس عليها كثير مما سيأتي. لا يضع حزب الله محادثات جنيف في اعتباره، فهو خارجها، ولا يهمه عقدها أو توقفها، وكذلك إيران، فالمعركة جغرافيّة بالدرجة الأولى، وحلب مدينةٌ على مفترق طرقٍ مهم، يؤدي إلى تركيا وبغداد ودمشق، وقد لمَّح أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في خطابه قبل أيام إلى ذلك، عندما قال إن معركة حلب ضرورية لأمن سورية والعراق، ولم يستثن لبنان بالطبع.
فقد النظام، في الأسبوع الماضي، ثلاث قرى، ضمن مساحةٍ واسعة من الأرض، مع خسائر كبيرة في المقاتلين والمعدّات. وفي الخطاب نفسه، يعترف حسن نصر الله بأن حزبه فقد ثلاثة وعشرين فرداً منذ بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري، ويعدّ هذا عدداً كبيراً لمليشيا مدرّبة ومجهزة لمواجهات عسكرية من هذا النوع، وإذا أضيفت إلى قتلى حزب الله وخسائره خسائر قوات النظام، ومن معه من مليشيات إقليمية، فإن الحصيلة المرتفعة تدل على شراسة هذه الجماعات في التمترس خلف هذه الجبهة بقوة وإصرار على التقدّم، ومحاولة جر الطيران الروسي إلى زيادة فعاليته هناك، بما يعكس الرغبة بتركيز المعارك ضمن هذا الجزء، وحسمها قبل أن ينتهي شهر رمضان، فربما سترتفع أول أيام العيد الأصوات المنادية بوقف النار، والتجمع من أجل جولة مفاوضات جديدة.
كان نصر الله واضحاً وصريحاً، لكنها الصراحة المفضوحة التي يعرفها الجميع، ولا داعي حتى للتصريح بها، فالمعلوم أن إيران تموّل حزب الله، لكن الخبر الجديد أن التمويل يأتي نقداً، وليس عن طريق حسابات بنكية. وهذا لا يغيّر في الأمر كثيراً، لكن تصريحاً عالي النبرة من هذا النوع قد يكون موجهاً للأصدقاء بالطريقة نفسها التي يوجه فيها إلى الخصوم، خصوصاً الاعتراف بعدد القتلى والتركيز على هذا العدد غير القليل منهم. إذا تمت قراءة هذه "الاعترافات" مع الأنباء المؤكدة بأن تراشقاً عسكرياً جرى بين قوات النظام ومجموعات من حزب الله يصبح المشهد أكثر وضوحاً، ويوحي بخلافاتٍ سيزداد عمقها، قد لا تكون جلية الرؤية الآن.
يقلل حسن نصر الله من شأن كل الجبهات، بما فيها القلمون لصالح جبهة حلب، الاستراتيجية وعظيمة الأهمية، على الرغم من بعدها الكبير عن مناطق نفوذه على الحدود السورية اللبنانية، ويردّد بزهوٍ أن تمويلاته بالكامل تأتي من إيران، ويَذكر بالأرقام الدقيقة حجم خسائره على هذه الجبهة بالذات. من الواضح أن حزب الله يرغب بالتحرّك منفرداً وبعيداً عن هيمنة ضباط النظام، وبأوامر مباشرة من طهران، قد لا تكون إدارة الحرب الروسية موافقةً عليها، وخطاب نصر الله الأخير يذكِّر النظام، وربما روسيا، بأن إيران والحزب يقدّمان الضحايا، ومن حقهما، بموجب هذه المعطيات أن يتحرّكا، وفق الرؤى التي يرونها أكثر إلحاحاً.
لطالما كان التناغم واضحاً في الجبهات بين النظام وكل مسانديه، بما فيهم حزب الله، وتوزيع الأدوار كان ناجحاً وموفقاً إلى حد بعيد، حتى بدأ الطيران الروسي يُبدي إحجاماً، وفي إحدى النوادر العسكرية سحب عدداً كبيراً من طائراته، وسط صخب إعلامي ضخم. وجبهة حلب محكٌّ جديد، وربما جدّي لقياس مدى التناغم بين جيش النظام الذي أصبح يتحرّك بموجب أوامر مباشرة من الروس وحزب المقاومة الذي صرح زعيمه أن محركه هو "الكاش" الذي يأتي من إيران، من دون أن يمر بالبنوك.
فقد النظام، في الأسبوع الماضي، ثلاث قرى، ضمن مساحةٍ واسعة من الأرض، مع خسائر كبيرة في المقاتلين والمعدّات. وفي الخطاب نفسه، يعترف حسن نصر الله بأن حزبه فقد ثلاثة وعشرين فرداً منذ بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري، ويعدّ هذا عدداً كبيراً لمليشيا مدرّبة ومجهزة لمواجهات عسكرية من هذا النوع، وإذا أضيفت إلى قتلى حزب الله وخسائره خسائر قوات النظام، ومن معه من مليشيات إقليمية، فإن الحصيلة المرتفعة تدل على شراسة هذه الجماعات في التمترس خلف هذه الجبهة بقوة وإصرار على التقدّم، ومحاولة جر الطيران الروسي إلى زيادة فعاليته هناك، بما يعكس الرغبة بتركيز المعارك ضمن هذا الجزء، وحسمها قبل أن ينتهي شهر رمضان، فربما سترتفع أول أيام العيد الأصوات المنادية بوقف النار، والتجمع من أجل جولة مفاوضات جديدة.
كان نصر الله واضحاً وصريحاً، لكنها الصراحة المفضوحة التي يعرفها الجميع، ولا داعي حتى للتصريح بها، فالمعلوم أن إيران تموّل حزب الله، لكن الخبر الجديد أن التمويل يأتي نقداً، وليس عن طريق حسابات بنكية. وهذا لا يغيّر في الأمر كثيراً، لكن تصريحاً عالي النبرة من هذا النوع قد يكون موجهاً للأصدقاء بالطريقة نفسها التي يوجه فيها إلى الخصوم، خصوصاً الاعتراف بعدد القتلى والتركيز على هذا العدد غير القليل منهم. إذا تمت قراءة هذه "الاعترافات" مع الأنباء المؤكدة بأن تراشقاً عسكرياً جرى بين قوات النظام ومجموعات من حزب الله يصبح المشهد أكثر وضوحاً، ويوحي بخلافاتٍ سيزداد عمقها، قد لا تكون جلية الرؤية الآن.
يقلل حسن نصر الله من شأن كل الجبهات، بما فيها القلمون لصالح جبهة حلب، الاستراتيجية وعظيمة الأهمية، على الرغم من بعدها الكبير عن مناطق نفوذه على الحدود السورية اللبنانية، ويردّد بزهوٍ أن تمويلاته بالكامل تأتي من إيران، ويَذكر بالأرقام الدقيقة حجم خسائره على هذه الجبهة بالذات. من الواضح أن حزب الله يرغب بالتحرّك منفرداً وبعيداً عن هيمنة ضباط النظام، وبأوامر مباشرة من طهران، قد لا تكون إدارة الحرب الروسية موافقةً عليها، وخطاب نصر الله الأخير يذكِّر النظام، وربما روسيا، بأن إيران والحزب يقدّمان الضحايا، ومن حقهما، بموجب هذه المعطيات أن يتحرّكا، وفق الرؤى التي يرونها أكثر إلحاحاً.
لطالما كان التناغم واضحاً في الجبهات بين النظام وكل مسانديه، بما فيهم حزب الله، وتوزيع الأدوار كان ناجحاً وموفقاً إلى حد بعيد، حتى بدأ الطيران الروسي يُبدي إحجاماً، وفي إحدى النوادر العسكرية سحب عدداً كبيراً من طائراته، وسط صخب إعلامي ضخم. وجبهة حلب محكٌّ جديد، وربما جدّي لقياس مدى التناغم بين جيش النظام الذي أصبح يتحرّك بموجب أوامر مباشرة من الروس وحزب المقاومة الذي صرح زعيمه أن محركه هو "الكاش" الذي يأتي من إيران، من دون أن يمر بالبنوك.